للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"ثم رجع مع المسلمين حين رجعوا، فرجع متغيِّر الحال قد حرج - يعني غَلُظَ - فكفَّت أمه عنه من العذل" (١) (٢) , وقد شهد - رضي الله عنه - مع الصحابة الهجرتين إلى الحبشة , فعن "عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: كان مصعب بن عمير لي خدنا وصاحبا منذ يوم أسلم إلى أن قتل رحمه الله بأحدٍ , خرج معنا إلى الهجرتين جميعا بأرض الحبشة , وكان رفيقي من بين القوم، فلم أرَ رجلا قط كان أحسن خلقا، ولا أقل خلافا منه" (٣).

رجع مصعب بن عمير - رضي الله عنه - إلى مكة وأصبح الأمر أكثر استقرارا , ثم أتى ذلك الموسم الذي لقي فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - نفر من الأنصار "فعرض نفسه على قبائل العرب، كما كان يصنع في كل موسم , فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا" (٤) , فعرض عليهم الإسلام فآمنوا به وصدقوه (٥) , ثم جاء العام الذي بعده فوافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا فلقوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وبايعوه على بيعة النساء (٦) ,عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، أنه قال: إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: «بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل النفس التي حرم الله، ولا ننتهب، ولا نعصي، بالجنة، إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئا، كان قضاء ذلك إلى الله» (٧).


(١) العذل: الملامة. الجوهري , إسماعيل بن حماد: مصدر سابق , ٥/ ١٧٦٢.
(٢) ابن سعد: مصدر سابق , ٣/ ٨٦.
(٣) المصدر السابق , ٣/ ٨٧.
(٤) ابن هشام: مصدر سابق , ١/ ٤٢٨.
(٥) المصدر السابق , ١/ ٤٢٩ ,
(٦) المصدر السابق , ١/ ٤٣١.
(٧) البخاري: مصدر سابق , كتاب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - , باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ... , ٥/ ٥٥ , رقم ٣٨٩٣.

<<  <   >  >>