للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنصفت , ثم ركز الحربة وجلس، فعرض عليه الإسلام , وقرأ عليه القرآن , قالا: فعرفنا والله في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم لإشراقه وتسهّله، ثم قال لهما: كيف تصنعون إذا أنتم أسلمتم ودخلتم في هذا الدين؟ قالا: تغتسل فتطّهّر وتطهّر ثوبيك، ثم تشهد شهادة الحق، ثم تصلّي ركعتين. ثم أخذ حربته فأقبل عامدا إلى نادي قومه ومعه أسيد بن حضير، فلما رآه قومه مقبلا قالوا: نحلف بالله لقد رجع إليكم سعد بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم , فلما وقف عليهم قال: يا بني عبد الأشهل كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيّدنا وأفضلنا رأيا وأيمننا نقيبة , قال: فإن كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله , قال: فو الله ما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما أو مسلمة، حاشا الأصيرم , وهو عمرو بن ثابت بن وقش فإنه تأخر إسلامه إلى يوم أحد فأسلم واستشهد , ولم يسجد لله سجدة، وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه من أهل الجنة , قال ابن إسحاق: ورجع سعد ومصعب إلى منزل أسعد بن زرارة، فأقاما عنده يدعوان الناس إلى الإسلام حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون ومسلمات إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف" (١).


(١) ابن هشام: مصدر سابق , ١/ ٤٣٥.
الحافظ الذهبي: مصدر سابق , ١/ ٢٤٤.
البيهقي: مصدر سابق , ٢/ ٤٣٨.
ابن كثير: مصدر سابق , ٢/ ١٨١.
الشامي , محمد بن يوسف الصالحي: مصدر سابق , ٢/ ١٩٨.
الحميري , سليمان موسى: الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء , دار الكتب العلمية , بيروت , ط١ , ١٤٢٠هـ , ١/ ٢٦١.
اليعمري , محمد بن محمد: عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير , دار القلم , بيروت , ط١ , ١٤١٤هـ , ١/ ١٨٦.

<<  <   >  >>