وقائلةٍ لا يُبْعِدُ الله ضابئاً ... إذا الخَصْمُ لم يُوجدْ له مَنْ يحاوِلُه
وبِئسَ ابنُ عمِّ المرءِ يومَ دعوتَهُ ... فِراسٌ تَنُوَّسُ عفلُهُ وبآدِلُه
العفل العجان، والبآدل لحم الصدر.
وقائلةٍ لا يُبْعِدُ الله ضابئاً ... إذا الرِّفدُ لم يملأ ولم يألُ حاملُه
وقائلةٍ لا يبعدنْ ذلك الفتى ... ولا تبعَدَنْ آسانُهُ وشمائِلُه
ويروى أخلاقه، آسانه طرائقه واحدها أسن، فلم يزل ضابئ محبوساً حتى أصابته الدبيلة، فأنتن
ومات في سجن عثمان رضي الله عنه. رجع إلى شعر جرير:
قُتِلَ الزُّبيرُ وأنتَ عاقِدُ حُبوةٍ ... تبَّاً لحُبوتِكَ التَّي لَمْ تُحللِ
ويروى قبحاً لحبوتك، قال: ادعى جرير أن الزبير كان جارا للنعر بن زمام المجاشعي ولم يكن
أجاره.
وافاكَ غدرُكَ بالزُّبيرْ على مِنىً ... ومَجرُّ جعثنكُمْ بِذاتِ الحرمَلِ
يريد منى التي عند مكة، جعثن بنت غالب، وكان غالب جاور طلبة ابن قيس بن عاصم بالسيدان،
فكانت ظمياء بنت طلبة تحدث إلى جعثن، فاشتهى الفرزدق حديثها، وشُغلت أخته ليلة، فأخذ الفرزدق
الجلجل الذي كانت جعثن تصفق به لظمياء لتجيء وغفل نفسه لها ثم حرك الجلجل، فجاءت ظمياء
للعادة، فارتابت بالفرزدق، وهتفت وعادت إلى رحلها، فلما سُمع بأمرها، تجمع فتيان من مقاعس،
أحدهم عمران بن مرة، ومقاعس بن صريم، وربيع، وعبيد، بنو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد
بن زيد، فاستخرجوا جعثن من خبائها، ثم