يصب منهم كبير، فهزموا، وقتلوا، وسبوا، فغضبت بنو تميم لبني عامر،
وقتل قدُّ بن مالك الوالبي شريح بن مالك القشيري، رأس بني عامر في قول
كعب بن ربيعة الأسدي، ففخر بذلك سهم الأسدي في الإسلام، وحملت على بشر بن أبي خازم:
وهم تركُوا رئيس بني قُشَيْرٍ ... شُريْحاً للضِّباعِ وللنُّسُورَ
وقتلوا عبيد بن معاوية بن عبد الله بن كلاب، وقتلوا الهصان، وهو عامر بن كعب من بني أبي بكر
بن كلاب، وقد كان ثعلبة بن الحارث بن حصبة بن أزنم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع، أسر الهصان.
هذا يوم ذي نجب بعد يوم جبلة. وأسر خالد بن نضلة الأسدي دودان إبن خالد أحد بني نفيل، وأسر
حنثر بن الأضبط الكلابي. فقال خالد إبن نضلة في أسرهما:
تَدارَكَ إرخاءُ النَّعامةِ حنثَرا ... ودُودان أَدَّتْ في الصِّفادِ مُكبَّلاً
ويروى في الحديد. وقال أيضاً:
تدارَكَ إرخاءُ النَّعامةِ حَنْثَرا ... ودُودَانَ أدَّتْهُ اليَّ ابنَ خالدِ
وصارت سلمى بنت المحلق لعروة بن خالد بن نضلة، وصارت العنقاء بنت همام من بني أبي بكر
بن كلاب لزياد بن زبير بن وهب بن أعياء بن طريف الأسدي. قال أبو عبد الله: دبير مكان زبير.
وصارت أم خازم بنت كلاب من بني أبي بكر بن كلاب لأرطاة بن منقذ الأسدي. قال أبو عبد الله: أم
حازم بالحاء غير معجمة. وصارت رملة بنت صبيح للحارث بن جزء بن جحوان الأسدي، وصارت
هند بنت وقاص لقيس