للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فألقت خمارها. فقالوا لها ما هذا ولم تكوني متبرجة؟ فقالت: داخلتني خيلاء حين رأيتكم، فأي امرأة من

العرب وضعت خمارها عند مثلكم فلها صرمتي. قال: والأقرع حكم العرب؟ وصعصعة محيي

الوثيدات، أحيي قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة وأربع جوار.

وكان من حديث صعصعة أنه كان كلما ولدت امرأة جارية يكفل ابنتها لئلا توأد، وغالب الجرار،

والزبرقان بن بدر أجمل العرب، والزبرقان اسم القمر سمي به الزبرقان لجماله.

بِمناكِبٍ سَبقَتْ أباكَ صُدورُها ... ومآثِرٍ لمتوَّجينَ كِرامِ

قوله. بمناكب بأجداد كرام أشراف، لهم سؤدد وفعال خير، يقول: ففعالهم تتقدم وترتفع مثل مناكب

الجبال وهو مانتأ منها وقوله ومآثر واحدتها مأثرة، وهو ما أثره الناس فتحدثوا به من المكارم وشرف

الفعال والسؤدد. وقوله لمتوجين، يعني حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن

مالك، وعطارد بن حاجب بن زرارة توجهما كسرى، وفي ذلك يقول الفرزدق أيضا:

رأيْتُ مهابةً ولُيُوثَ حرْبٍ ... وتاجَ المُلْكِ يلتهبُ التهابا

قال، وفي ذلك يقول مسكين بني عامر:

كفانَا حاجِبٌ كِسْرى وقوماً ... هُمُ البِيضُ الجِعادُ ذَوُو السِّبالِ

وسَارَ عُطارِدٌ حتى أتاهُم ... فأعطوْه المُنَى غيرَ انْتِحال

هُمَا حُبِيا بِديباجٍ كريمٍ ... وياقوتٍ يُفصَّلُ بالمُحالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>