للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال وعطارد الذي أتى كسرى، فرد الخفارة وقبض القوس، فضربت به العرب المثل في ذلك في أشعارها وأمثالها،

وذهب له الصوت أبدا.

إنِّي وجدْتُ أبي بَنى لي بيْتَهُ ... في دوحَةِ الروُّساءِ والحُكَّام

ويروى ذروة، قال والدوحة من الشجر الطويلة العظيمة منها؛ قال: وإنما هذا مثل، قال والرؤساء

أجداده وأعمامه مثل سفيان بن مجاشع، ومحمد بن سفيان، وقوله والحكام يعني الأقرع بن حابس،

وكان حكم العرب في الجاهلية، حتى جاء الإسلام وهو كذلك، يصدرون عن رأيه، وذهب حكمه

ورأيه مع النبوة، لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو غسان: وإنما كان الأقرع بن حابس

حكم بين اثنين وهما جرير بن عبد الله البجلي، ورجل من كلب وذلك أنهما تنافرا إليه فحكم بينهما،

قسمته حكم العرب وهذه قصته.

مِنْ كُلِّ أبيضَ في ذُؤابةِ دارِمٍ ... ملكٍ إلى نضدِ الملُوكِ هُمامِ

ويروى أصيد من ذؤابة مالك. قوله أصيد يعني مائل الرأس من الكبر، وأصل الصيد داء يصيب

البعير في الرأس فيميل رأس البعير له، وأصله في البعير ثم نقلوه إلى الإنسان فشبهوه بالكبر لذلك،

لأنه يميل البعير رأسه ويرفعه لذلك، وكأنه متكبر يتبختر. وقوله إلى نضد الملوك، يقول: رجال كرام

أشراف بعضهم إلى بعض - ويقال تراكب أيضا، يقال بالميم وبالباء - قال وكذلك نضد البيوت ما

كان بعضه على بعض من المتاع، قال فشبه رجاله بذلك. ويقال النضد فحسب في الملك مترادف

يقال من قبل الآباء والأمهات، وقال بعضهم النضد في الأعمام والأخوال.

فَاسأل بِنا وبِكم إذا لاقيتم ... جُشَمَ الأراقمِ أوْ بَنِي هَمَّامِ

<<  <  ج: ص:  >  >>