للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وكُلُّ أُلائِكَ غيرُ مُنزربِ ... في الجُحْرِ لمَّا يُنجِهِ شِعْبٌ لَصِبْ

اللصب الضيق. يقول: بفوارسي تمنع أن تطلع رأسك كما يُنفق اليربوع من جحره، ولجحر اليربوع

بابان فمدخله من القاصعاء ومخرجه من النافقاء.

وبِهِنَّ ندفعُ كربَ كُلِّ مُثَوِّبٍ ... وترى لَهَا خُدداً بِكُلِّ مَجالِ

قوله: كرب كل مثوب. قال: فالمثوب الرافع صوته الفزع المستغيث مرة بعد مرة، قال أبو عبيدة:

وكأنه مأخوذ من تثويب الأذان، لأنه يرفع صوته فيدعو إلى الصلاة، كما يدعو المستغيث بالتثويب

إلى النصرة. وقوله: ترى لها يعني للخيل. خددا يعني حفرا. وذلك لأنها تحفر بحوافرها من الاستنان

والمرح، من قوله جل وعلا {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} وهي حفر تخد في الأرض فكأنه مشتق من ذلك

إنّي بَنى لي دارِمٌ عادِيَّةً ... في المَجْدِ لَيْسَ أَرُومها بِمُزالِ

قوله أرومها يعني أصلها. والأرومة الأصل. وقوله إني بنى لي دارم وأبوه الذي ورد الكلاب يعني

جده سفيان بن مجاشع، وكان في الكلاب الأول مع المقتول آكل المرار، وقُتل مع سفيان يومئذ ابنهُ

مرة، وهو أبو مندوسة الذي يقول فيه جرير:

ندسنَا أَبا مُندوسَةَ القَيْنِ بالقَنَا ... ومارَ دَمٌ من جارِ بيبةَ ناقِعُ

قوله ندسنا طعنا والندس الطعن.

وأَبي الَّذي وردَ الكُلابَ مُسوِّماً ... والخيلً تحتَ عجاجِها المُنجالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>