للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ويروى مالك وهو أبو دارم بيض الوجوه أي لم تسود وجوهم من العار، كما قال الشاعر:

ليسوا كأقوامٍ عرفْتُهُمُ ... سُودِ الوُجُوهِ كمعدنِ البُرمِ

كُنَّا إذا نزلَت بأرضِكَ حيَّةٌ ... صمَّاءُ تخرُجُ منْ صُدُوعِ جبالِ

يُخشَى بوادِرُها شَدخنا رأسها ... بمُشدخاتٍ للرؤوس عوالِ

إنَّا لننزِلُ ثغرَ كُلِّ مُخوفَةٍ ... بالمُقرباتِ كأنَّهنَّ سَعالِ

ويروى لنترك. وقوله بالمقربات يعني الخيل لأنها تقرب مرابطها من بيوتهم لا يدعونها تسرح

وترعى.

قُوداً ضَوامِرَ في الرُّكوبِ كأنَّها ... عِقبانُ يومَ تغيُّمٍ وطِلالِ

ويروى جرر القياد وفي الطراد كأنها. طل وطلال هو الندى.

شُعثاً شَوازِبَ قدْ طَوى أقرابَها ... كرُّ الطِّرادِ لواحقُ الآطالِ

قوله شوازب يريد ضوامر يابسة الجلود. قال والأقراب الخواصر وما يليها. قال: والآطال الخصور

الواحد إطل ويقال إطل. قال أبو عبد الله: ويقال شاسب وشاسف، وحكي شسفوا لحومكم أي يبسوها.

بأُولاَك تُمنعُ أَن تُنفِّقَ بعدَما ... قصَّعتَ بينَ حُزونَةٍ ورِمالِ

قال النافقاء والقاصعاء: جحر اليربوع الذي يدخل فيه ويخرج، والقاصعاء جحر له يحفره حتى إذا

رأى الضوء تركه رقيقا، فإذا احتاج إلى الهرب ضربه برأسه فنقبه وهرب، يقول: أولئك وهي لغة

قريش، وبها نزل القرآن وأولاك وألاك وأولالك وألائك بمعنى واحد، وأنشد لجندل بن المثنى:

<<  <  ج: ص:  >  >>