للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أَمَّا البعيثُ فقدْ تَبيَّنَ أنَّهُ ... عبدٌ فعلَّكَ في البعيث تُماري

واللُّؤْمُ قَدْ خَطَمَ البعيث وأرزمتْ ... أُمُّ الفرزدق عندَ شرِّ حُوار

قوله أرزمت، يعني حنت. وهو حنين الناقة، فاستعاره من الناقة فصيره لأم الفرزدق، وقد تفعل

العرب ذلك كثيرا. يقول: أم الفرزدق حنت عند شر مولود، وأصل الأرزام للناقة.

إنَّ الفرزدقَ والبعيثَ وأُمَّهُ ... وأبا البعيث لشرُّ ما إستار

قال: والإستار وزن أربعة فهم أربعة وهم شر كلهم، وأراد بالإستار جهار بالفارسية.

طاحَ الفرزدقُ في الرِّهان وغمَّهُ ... غمرُ البديهة صادقُ المضْمارِ

قال: والبديهة المفاجأة. يقول: يغمر من يبدهه في المجاراة واللقاء. يقول: هو حاضر الجواب في كل

حال.

تَرْجو الهوادةَ يا فرزدقُ بعدَما ... أطفأتَ نارَكَ واصطليتَ بناري

إنِّي لتُحرِقُ منْ قصدْتُ لشتمه ... ناري ويلحقُ بالغُواة سُعاري

تبَّا لفخركَ بالضَّلال ولمْ يزلْ ... ثَوْبا أبيكَ مُدنَّسينَ بعار

ماذا تقولُ وقدْ علوتُ عليكُمْ ... والمسلُمونَ بما أقولُ قَواري

قوله قوار، يعني يتبعون أفعال الناس، ويشهدون بالحق عليهم، كما يتتبع مقتص الآثار فيها. وكما

تقرو الأرض، وذلك إذا تتبعت الآثار فيها.

وإذَا سألتَ قَضَى القُضاةُ عليكُمُ ... وإذا افتخرتَ علاَ عليكَ فخاري

فأنا النَّهارُ عَلا عليكَ بضوئه ... واللَّيلُ يقبضُ بسطَةَ الأبْصار

<<  <  ج: ص:  >  >>