رتبيل، وقام رتبيل، فوثب القوم جميعا على عبد الرحمن الأشعث فأوثقوه رباطا، وخرج به إلى الحجاج.
قال: وانتهب الترك ما كان بيد العرب الذين مع عبد الرحمن بن الأشعث. قال: فقتل عبد الرحمن نفسه في الطريق بفارس،
وذلك أنه رمى بنفسه من فوق القصر، فأدرك بآخر رمق، وهو يقول: قطني قطني ومات مكانه،
فاجتز عبد الله بن أبي سبيع رأسه فأتى به الحجاج.
أكلفتَ قيساً أنْ نَبا سيفُ غالبٍ ... وشاعتْ لَهُ أحدوثةٌ في المَواسِمِ
بسِيفِ أَبي رغَوانَ سيفِ مُجاشِعٍ ... ضربتَ ولمَ تضْرِبْ بسيفٍ ابنِ ظالِمٍ
ضربتَ بِهِ عَندَ الأمامِ فأرعشتْ ... يَداكَ وقالُوا مُحدثٌ غيرُ صارِمِ
ضربتَ بِه عرقُوبَ نابٍ بِصوارِ ... ولا تضربونَ البِيضَ تحتَ الغماغمِ
الغمغمة: الصوت الذي لا يعرف. ويروى تحت العمائم. قال: وإنما عنىبذلك، معاقرة غالب بن
صعصعة أبي الفرزدق، سحيم بن وثيل الرياحي. قال سعدان: وحديثه في كتاب المعاقرات. الغماغم:
أصوات لا تفهم، يكون ذلك في الحرب عند القتال. قال أبو عثمان، سمعت أبا عبيدة يقول: الغماغم:
شبيه بالزئير عند المسابقة يحرض بلك نفسه. قال أبو عبيدة: حدثني أعين بن لبطة، وجهم السليطي،
عن إياس بن شبة بن عقال بن صعصعة، قالوا: أجدبت بلاد بني تميم، وأصابت بني حنظلة سنة في
خلافة عثمان، رضي الله عنه، فبلغهم خصب عن بلاد كلب بن وبرة فانتجعها بنو حنظلة، فنزلوا
صوأر، وهي فوق الكوفة، مما يلي الشأم، وكانت بنو يربوع قدام الناس، فنزلوا أقصى الوادي،
وتسرع غالب بن صعصعة، ناجية بن عقال بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع فيهم وحده، دون
بني مالك بن حنظلة،