للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وترك الإبل تدور بأولادها. قال فكان ذلك أيضا مما شهره بالموق. قال وخطب أيضا إلى

ابن عم له غلام اختاله. قال فأبى الغلام أن يملكه إياها. قال فأتاه في غنم له يرعاها فشدخه بصخرة،

قال ثم أتى به قارة بالشباك يقال لها الجبوة، قال فجعله في إرمي في رأسها - والارمى جماعة إرم

وعي الأعلام. ومن قال إرم قال آرام ومن قال إرمي قال إرميات - قال فأطبق عليه بالحجارة، قال

فجعل الحي يتبعون الفتى ولا يدرون أين هو ولا يخافونه عليه. فبينما هو كذلك إذ رأى رجلا من

قبل تلك القارة، فقال له يا فلان لعلك رأيت الدم بين الحجرين؟ فقال أي دم؟ فقال لا شيء. فعرفوا أنه

قد قتل الفتى. وخرجوا يتبعونه من حيث جاء الرجل فوجدوه مشدوخا قتيلا. فشدت عليه أم الغلام

بالسيف وهو موثق فضربته على عنقه فنبا عنه السيف وهو بيدها. فقال بعض بني كلاب:

وما جبنت ليلى ولكن سيفها ... نبا نبوة عن معرض وهو باتر

قال فصار مثلا في العرب بالحماقة والرعونة وذكرته في أشعارها. قال وهي أم التي كان يخطب

فقتل به فقطع الله عقبه ونسله، فهذا ما كان من حديثه وحمقه. وقال عمر بن لجأ أيضا:

أترجو أن تنال بني عقال ... رجاء منك تطلبه بعيد

فانك قد قرعت صفاة قوم ... تفلل عن مناكبها الحديد

رأيتك يا فرزدق عدت لما ... أتاك الوقع وانقشع الوعيد

فأجابه الفرزدق فقال:

رأى عبدُ قيسٍ خفقةً شوَّرتْ بِها ... يَدا قابسٍ ألْوَى بِها ثُمَّ أخْمَدا

<<  <  ج: ص:  >  >>