رأيت رب هجمة. قال والهجمة من الابل ما بين الخمسين إلى الثمانين.
وقوله يريح بذم ما أراح ويسرح. فهو مذموم غير محمود عند الناس في تعبه وجهده.
يَراها قَليلاً لا تَسُدُّ فُقُورَهُ ... عَلى كُلِّ بَثٍّ حاضِرٍ يتترحُ
يقول يرى إبله قليلة وإن كانت كثيرة، وذلك من بخله وضيق صدره، يقول فهي حينئذ لا تسد فقره
والجمع فقور، يقال فقر وفقور مثل ضرب وضروب. يقول فهو أبدا مغموم ذو بث أي كئيب حزين.
قال أبو عبد الله، أخبرنا أبو العباس عن ابن الأعرابي، قال يتقرح يتشكى ثم يتترح وهو من الترح،
يقال للرجل إذا دعى عليه ماله ترحه الله، أي أصابه الله بترح، أي بحزن، ومعناه يتحرق، ويقال ما
من فرحة إلا تتبعها ترحة.
رأتْ صِرْمَةً للحنظليِّ كأَنَّها ... شَظِيُّ القَنا مِنْها مُناقٍ ورُزَّحُ
يقول رأت عاذلته صرمة من إبلي، قال أبو عبيدة والصرمة من الإبل ما بين العشرين إلى الثلاثين.
وقوله للحنظلي يعني نفسه. أي تغنينا عن مكسب النقافين. والنقاف الذي يتبع الأحياء فيسأل فتوهب
له الشاة والفصيل. ثم قال كأنها شظي القنا، يريد كأنها قنا قد تكسر هزالا وضرا، فمنها ما فيه بقية
وبه شيء من نقى وهو المخ. قال أبو عبد الله، سمعت أحمد بن يحيى يقول، تشظى القوم إذا تفرقوا.
قال والرزح الساقطة من الإعياء والجهد والضر.
سيكفِيك وَالأضيافَ إنْ نَزلُوا بِنا ... إذا لَمْ يَكُنْ رَسلٌ شِواءٌ مُلَوَّحُ
ثم قال لعاذلته وان كانت إبلي على هذه الحال، فانا ننحر للأضياف إذا نزلوا بنا، فنطعمهم شواء
ملوحا قد لوحته النار فأنضجته. إذا لم يكن رسل وهو اللبن ويروى شواء مملح.