للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

تطمعون في ناحية نحميها. ولا يقدرون أن يقربوا ما حمينا، وذلك لعزنا وقوتنا ومنعتنا.

ثم قال فمالك في ساحاتها متزحزح، أي لا تروم ما حفظناه. وقوله أحميناه أي جعلناه حمى. قال وإذا جالد عنها قيل حماها.

أَبا مالكٍ مالَتْ بِرأْسكَ نَشْوَةٌ ... وعرَّدْتَ إذْ كبشُ الكَتيبة أَمْلَحُ

قوله أبا مالك، تريد يا أبا مالك فنصب على الدعاء المضاف. قال أبو مالك هو الأخطل ويكنى أبا

مالك. وقوله وعردت يقول جبنت فلم تقدم، ومنه يقال حمل فلان فأحسن وحمل فلان فعرد، وذلك إذا

جبن فلم يقدم وكَعَّ عن الأقدام. قال والأملح من الكباش الأسود يعلوه بياض فيصير كأنه لون الرماد،

وإنما يريد بذلك أن رئيس القوم في الحديد وهكذا لونه يريد أن رئيسهم مما لا يفارقه الحديد لونه لون

الحديد، وقد تغيرت ريحه من ريح الحديد.

إذا ما رَأَيْتَ اللِّيتَ مِنْ تَغلِبيَّة ... فقُبِّحَ ذاكَ اللِّيتُ والمُتوشَّحُ

كسر اللام، الليت مجرى القرط من العنق.

تَرَى مَحجِراً مِنْها إذا ما تنقَّبَتْ ... قبيحاً ومَا تَحتَ النِّقابينِ أَقبحُ

إذا جُرِّدَتْ لاحَ الصَّلِيبُ عَلَى اسْتِها ... ومِنْ جِلْدِها زَهْمُ الخنازِيرِ ينْفحُ

ويروى ينضح، ويروى ومن عرضها، ويرزى زهم الخنانيص، ويروى ومن عرفها. قوله زهم هو

الشحم والودك، يقول فثيابهن قد تغير ريحها من الودك.

وَلَمْ تَمْسَحِ البَيْتَ العَتِيقَ أَكُفُّها ... ولَكِنْ بِقُرْبانِ الصَّليبِ تَمسَّحُ

<<  <  ج: ص:  >  >>