للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

المقدح المغرفة. وهذا مثل، أي نغرف به المجد، أي نحن أوفرهم نصيبا.

فأَغْضِ بشُفريْكِ الذَّلِيلَيْنِ واجْتَدِحْ ... شَرابَكَ ذا الغَيْلِ الَّذِي كُنْتَ تجدَحُ

قال الشفر منبت شعر العين. قال والشعر هو الهدب والهلب سواء بمعنى واحد. وقوله الذي كنت

تجدح، يريد خض شرابك فاشربه، يقال من ذلك يا غلام اجدح لنا شرابنا، وهو سويق أو غيره،

يجعل في القدح ثم يحرك بخشبة في القدح ليختلط بالماء فذلك الجدح. وقوله فأغض، يريد فغمض

واصبر على الذل والمهانة، والغيل لبن الحبلى.

ورَدَّ عليكُمْ مُردفاتٍ نِساءَكُمْ ... بِنا يَومَ ذِي بَيْضٍ صَلادِمُ قُرَّحُ

قال أبو عبيدة، أخبرنا أبو العباس الأحول، أن عمارة بن عقيل كان يرويها بيض بكسر الباء.

وكُلُّ طَويلِ السَّاعِدَينِ كأنَّهُ ... قرِيعُ هِجانٍ يخبِطُ النَّاسَ شَرْمَحُ

فَأَنزلهُنَّ الضَّرْبُ والطَّعْنُ بالقَنا ... وبَيضٌ بأيمان المُغيرةِ تجرحُ

رَددْنَ عَلى سُودِ الوُجُوه كأنَّهُمْ ... ظَرابِيُّ أَوْهُمْ في القرامِيصِ أَقْبَحُ

إذا سألوهُنَّ العِناقَ منعنهُمْ ... وفدَّيْنَ حَّيي مالِكٍ حينَ أَصْبَحُوا

يقول وجدن بني مالك آثر عندهن من رجالهن.

جَرِيرٌ وقيسٌ مِثلُ كَلبٍ وثُلَّةٍ ... يَبيتُ حواليْها يَطُوفُ وينبحُ

وما هُوَ مِنْها غيرَ أَنَّ نِباحَهُ ... لِيُولِغَ فِي البانِها حِينَ يُصْبِحُ

وَعانَقَ مِنَّا الحوفزانَ فردَّهُ ... إلى الحيِّ ذُو درءٍ عَنِ الأصلِ مُرْزِحُ

<<  <  ج: ص:  >  >>