قال: عمران بن مرة من بني منقر بن عبيد، وهو الذي كذب عليه جرير، ورماه بجعثن أخت
الفرزدق، وكان جرير يستغفر ربه، مما قاله لها، وما رماها به من الكذب. وكانت جعثن إحدى
الصالحات فيما بلغنا عنها.
أصَعْصَعَ ما بال أدعائكَ غالباً ... وقدْ عرفَتْ عيني حُبيرْ قَوابِلُهْ
أصَعْصَعَ أينَ السيفُ عَنْ مُتَشَمسٍ ... غَيور أربتْ بالقُيون حَلائَلُهْ
قوله أبت بالقيون حلائله، أربت يقول أقامت لزمنه لا يبرحنه، عن متشمس، يعني أباه ناجية بن
عقال.
وتزعُمُ ليلى مِنْ جُبيرْ بريئة ... وقدْ ضَهلتْ في رحم ليلى ضَواهلُهْ
وزاوَلَ فيها القَين محبوكَةَ القَفا ... كما زاولَ الكُردوسَ في القدر ناشلُهْ
الكردوس العظم الضخم، والكردوس أيضاً الكتيبة الضخمة.
أحارثُ خُذ من شئتت منا ومنهُمُ ... ودَعنا نقِس مجداً تعدُّ فواضلهْ
الحارث بن أبي ربيعة المخزوميّ.
فما في كتاب اللهِ تهديمُ دارِنا ... بتهديمِ ماخور خبيث مَداخلُهْ
قوله: فما في كتاب الله تهديم دارنا، عنى الحارث بن عبد الله المخزومي، وهو القُباع. وكان ولي
البصرة، وكان متنسكاً. يروى عنه الفقه، قال: فلما تهاجى جرير والفرزدق، فقام جرير بالمربد، وقام
الفرزدق في المقبرة، أرسل الحارث إلى الدارين اللتين كانا ينزلانهما، فشعّث منهما لينتهيا. فقال
الفرزدق:
أحارثُ داري مَرتينْ هَدمتَها ... وأنتَ أبنُ أخت لا تخُافُ غَوائلُهْ