والمقارع نعت البازي.
أتعدلُ أحساباً لئاماً أدقّة ... بأحسابِنا إني إلى الله راجِع
ويروى أتعدل أحساب لئام أدقّة.
وكنا إذا الجبارُ صعّرَ خدهُ ... ضربناهُ حتى تستقيمَ الأخادعُ
صعر خده يعني أماله تكبراً وتعظما، والصعّر الميل. قال: وهو من قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ
لِلنَّاسِ}، يقول ولا تلوه عنهم تعظماً وتجبراً، قال: والأخدعان عرقان في صفحتي العنق، يقول
نضربه حتى تستقيم أخادعه، ويذهب صعره وكبره.
ونحنُ جعلنا لابنِ طَيبةَ حُكمَهُ ... مِنَ الرُمح إذْ نقَعُ السنابكِ ساطعُ
قوله لابن طيبة، ملك من ملوك غسان. قال: أغار يوم الترويح في غسان وطوائف من اليمن، على
بني نهشل فهزموا جيشه وقتلوه، قتله أبي بن ضمرة بن جابر بن قن بن نهشل، وقتلوا أبا الهرماس
الغساني فقال الأشهب بن رميلة، يفخر على الفرزدق بقتلهما، وبقتل بني نهشل خليف بن عبد الله
النميري بذي نجب:
ألمْ تسألْ فتُخبرَ يا بنَ قَينْ ... مَساعينا لدى الملكِ الهُمامِ
ومَقتلَنا أبا الهِرماسِ عَمراً ... ومَسقانا بنَ طَيبةَ بالسّمامِ
ونحنُ عشيّةَ الترويح عنكمْ ... رَددنا حَدّ ذي لجَبٍ لهامِ
ونازَلنا المُلوكَ ونازَلَتنا ... على الركَبات في ضيقِ المُقامِ
وغادرنا بذي نجَبٍ خُليقاً ... عليهِ سبائِبُ مثلُ القِرامِ
قوله سبائب، هي طرائق الدم الواحدة سبيبة، والقرام الستر الرفيق