للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحمر ولجب أصوات مختلطة كثيرة. وقوله لهام، يقول هذا الجيش يلتهم كل شيء لكثرته.

وكلُ فَطيم ينتهي لفِطامِهِ ... وكلُ كُليبي وإنْ شابَ راضعُ

الفطيم القطيع من اللبن، والفطم القطع، كأنه راضع للؤمه.

تزيدَ يربوعٌ بهمْ في عدادِهِمْ ... كمل زِيدَ في عَرضِ الأديمِ الأكارِعُ

إذا قيلَ أي الناسِ شرِ قبيلةً ... أشارتْ كُليبٌ بالأكفّ الأصابعُ

ويروى شرٌ قبيلةٍ. ويروى أشرّت. يقول: وكليب. قال: الناس هم شر الناس، وأشرّت أظهرت.

ولمَ تمنَعوا يومَ الهُذيل بنَاتكمْ ... بَني الكلبِ والحامي الحقيقة مانعُ

غَداةَ أتتْ خيلُ الهُذَيلِ وراءَكُمْ ... وسُدّتْ عليكمْ من إرابَ المَطالعُ

إراب موضع.

قال أبو عبيدة: وكان من قصة الهُذيل، وهو الهذيل بن هبيرة أبو حسان التغلبي، أنه أغار على بني

يربوع باراب، فقتل فيهم قتلا ذريعاً، وأصاب نعما كثيراً، وسبى سبياً كثيراً، فيهن زينب بنت

حميري بن الحارث بن همام بن رياح بن يربوع، وهي يومئذ عقيلة نساء بني يربوع، والعقيلة

الكريمة على أهلها المفضّلة فيهم. قال أبو عبيدة، فحدثني أفار بن لقيط العدوي، وهو أبو خيرة، قال:

كان الهذيل يسمى مجدّعاً، وكان بنو تميم يفزعون به ولدانهم، وأسر قعنبا، وسبى كآبة بنت جزء بن

سعد الرياحي، ففداها أبوها جزء بن سعد، وتمنّع بمفاداة زينب بنت حميري، فركب عتيبة بن

الحارث فيها، وفي أسرائهم، حتى فكهم، ثم بلغه أنهم يمرون نعتمه عليهم. وقوله يمرون يجدون قال

أبو عبيدة وأنشدني سليط لعتيبة في ذلك:

<<  <  ج: ص:  >  >>