أبلِغْ أبا قُرّانَ حيثُ لَقيتَهُ ... وبلِّغْ خِداماً إنْ نأي أو تجنّبا
جلَبنا الجيادَ مِنْ وبالَ فأدركَتْ ... أخاكُمْ بنا في القدّ والمرء قَعنَبا
فما ردّنا حتى حَلَلنا وثاقَهُ ... حديداً وقدّا فوقَ ساقيهِ مجلبا
فقلنا لهُ إفسحْ بعض خَطوِكَ طالَ ما ... جلستَ وقدْ رُمتَ الخُطى يا ابنَ أرنبا
وما كانتِ العَسراء ترجو إيابةُ ... ولا أمهُ مِنْ طولَ ما قدْ تَعتّبا
أي لزم السجن، وقوله قد تعتبا، أراد لزم عتبة البيت لا يبرح، قال: وأبو قرّان، نعيم بن قعنب، وهو
زوج زينب بنت حميري، ولدت له قران بن نعيم. قال: وخدام الذي ذكر، وهو خدام أخو نعيم بن
قعنب ابن أرنب، وهي بنت حرملة بن هرمي، وهي بنت جزء بن سعد.
همْ قارَعوكُم عنْ فُروجِ بناتِكُمْ ... ضُحىً بالعوالي والعوالي شَوارعُ
فبِتنَ بُطوناً للعَضاريطِ بعدما ... لَمعنَ بأيديِهنّ والنقعُ ساطِعُ
العضاريط التِّبّاع، واحدهم عُضروط. والنقع الغبار، وهو من قوله تعالى: {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً}
إذا استعجلَ العُضروطُ حَلّ فِراشها ... تَوَسّدها قَدْ كَدّحَتها البَلاقِعُ
إليكُمْ فَلمْ تَستَنزلوا مُردَفَاتكُمْ ... ولم تَلْحَقوا إذْ جرّدَ السيفَ لامِعُ
يحُصّنُ عَنهُنّ الهُذَيل فِراشَهُ ... وهُنّ لخُدّام الهُذيل بَراذِعُ
فراشه أي لا يجامعهن، يرفع نفسه عنهن، ويبذلهن للخدام.
إذا حرّكوا أعجازَها صوّتتْ لهمْ ... مُفرّكَةً أعجازُهُنّ المَواقِعُ
المواقعة في الجماع يريد أصواتها، وقوله المواقع، من قولك جمل موقع. قال: وذلك إذا كان به آثار
دبر لكثرة ما يحمل عليه، فيريد أنه قد فُعل بهن مراراً كثيرة. قال الشاعر: