المقرطسات إلى غيرها، وإنما أراد بقوله ما قال من هذا كله من إصابة
القرطاس، أي أقول فلا أخطئ بقولي، وأصيب المعنى ولا أكذب فيما أقول.
إذا ما اجتدَعْتُ أنوفَ اللئِامِ ... عَفَرْتُ الخُدودَ إلى الجَدجَدِ
ويروى جدعت الأنوف على الجدجد. ويروى عفرت المناخر بالجدجد. قوله عفرت الخدود، يقول
جررتها على العفر. قال: والعفر التراب.
قال الأصمعي: ومنه قول العرب "ما على عفر الأرض مثله" يكون مدحاً ويكون هجاء، يريد ما على
تراب الأرض مثله، وذلك إذا تعجبوا من خيره أو شره. قال: والجدجد من الأرض الصلب المستوي.
يَغور بِأعْناقِها الغائرونَ ... ... ويخبِطْنَ نَجْداً معَ المُنجِدِ
ويروى تغور المغار بأعناقها. قوله يغور يذهب بها إلى الغور. قال: والغور تهامة وما اطمأن من
الأرض. وقوله ويخبطن نجداً مع المنجد، يقول: يسرنَ في نجد ليلاً. قال والخبط السير بالليل عن
غير هداية. قال: وإنما قال: ويخبطن، لأنه إذا سار بالليل خبط في مشيه وسيره، فلم يبصر في
مسيره. قال: ونجد، يريد ما ارتفع من الأرض وظهر. والمنجد الرجل السائر إلى نجد. يقال من ذلك
اتهموا وأنجدوا، ولا يقال إلا غاروا.
قال الأصمعي: إلا أنه قد جاء حرف عن العرب، وهو شاذ لا يقاس عليه، وإنما يقاس على الأكثر لا
على الأقل، وهو قولهم في الموسم: أشرق ثبير كيما نغير. أي نسرع الانصراف. وليس هذا من
الغور وأتيانه. والحجة في أغار بيت الأعشى: غار لعمري في البلاد.