للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عثمان، وقال أبو عبيدة: كانت النوار بنت أعين بن ضبيعة بن ناجية بن عقال، جعلت

الفرزدق جريّها، أن يُنكحها رجلا كان خطبها. قال: فأشهد عليها بالجراية مُبهماً في تزويجها. قال:

فجاء الخاطب والشهود فخطبها، وأجابه الفرزدق، حتى إذا انتهى إلى موضع الإنكاح، مال إلى نفسه

فتزوجها على عدة ما ذكر الخاطب من المهر. قال: وتفرّق القوم، وأتيت المرأة بالخبر، فأبت وقالت:

ما أنا له بزوجة، إنما أذنت له في تزويجي هذا الرجل فغدر. ولجأت إلى بني قيس بن عاصم، فقال

الفرزدق في ذلك:

بَني عاصِمٍ لا تُلجِئُوها فإنّكُمْ ... مَلاجئ للسّواءات دُسمُ العَمائِمِ

بَني عاصِمِ لو كانَ حَيّا لَدَيكُمُ ... لَلامَ بَنيهِ اليومَ قيسُ بنُ عاصِم

قال: فقالوا للفرزدق لئن زدتَ لنقتلنك. فنافرته إلى عبد الله بن الزبير بمكة. قال: وكان لها ولد من

رجل قبل ذلك، فقالت بيني وبينك ابن الزبير، وطلبت الكراء، فتحاماها الناس، فأكراها رجل من بني

عدي فقال الفرزدق في ذلك:

ولولا أن يقولَ بَنو عَديّ ... أليستْ أمّ حنظلَةَ النّوارُ

أي لولا أن النوار - وهي بنت جل بن عدي من جدات الفرزدق - ولدتكم لهجوتكم.

إذا لأتى بَني مِلكانَ مِنّي ... قَواذِفُ لا تُقَسّمُها التّجارُ

<<  <  ج: ص:  >  >>