قال: والملكاني الذي شخص بها وقال الفرزدق:
ولولا أنّ أمي مِنْ عَديّ ... وأنيّ كارِهٌ سُخطَ الرّبابِ
إذا لأتَى الدّواهي مِنْ قريبٍ ... بِخزي غيرْ مَصروِف العِقابِ
وقال الفرزدق، يعني الملكاني الذي شخص بها:
سرى بِنَوارٍ عَوْهَجِيّ يَسوقُهُ ... عُبيدٌ قَصيرُ الشّبرِ نائي الأقاربِ
تَؤمٌ بِلادَ الأمنِ دائبةَ السُرى ... إلى خيرِ وال من لُؤي بنِ غالِب
فدونَكَ عِرسي تبتَغي نَقْضَ عُهدتي ... وإبطالَ حقّي بالمُنى والأكاذِبِ
قال: وكان بنو أمّ النُسير تجنبوها، فقال لهم في ذلك:
لَعَمري لقدْ أردَى نَوارَ وساقَها ... إلى الغَورِ أحلامٌ خِفافٌ عُقولهُا
مُعارضَةَ الرُكبانِ في شَهر ناجِرٍ ... على قَتَبٍ يعلو الفَلاةَ دَليلُها
وما خِفْتُها إذْ أنْكَحَتني وأشهدَتْ ... على نفسِها أنْ تَنْتَحيني غُلولهُا
قال أبو عبد الله: ويروى أن تبجس غُولها.
أطاعَتْ بني أمّ النُسيرْ فأصبحتْ ... على شارِف ورقاء صعبٍ ذَلولها
وقدْ سَخطَتْ مني نَوارُ الذي ارتضى ... بهِ قَبلَها الأزواجُ خابَ رَجيلُها
وإنّ أميرَ المؤمنينَ لَعالمِم ... بِتَأويلِ ما وصّى العِبادَ رَسولهُا
أي ما أوصى النبي - صلى الله عليه وسلم - من التزويج: "فإني مُكاثِرٌ بكم الأممَ".