للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فدونَكَها يا ابنَ الزبيرْ فإنها ... مُوَلّعةٌ يُوهِي الحجارَةَ قيلُها

وما خاصَمَ الأقوامَ من ذي خُصومَة ... كَوَرهاء مشْنوء إليها حَليلُها

تَراها إذا التَجّ الخُصومُ كأنما ... ترى رُفقَةً مِنْ ساعةٍ تَسْتَحيلُها

يقول: هي طامحة الطرف عن زوجها، لا تنظر إليه من بغضة، كأنها تنظر إلى رُفقة من مكان

بعيد. وقال الفرزدق:

هَلُمّ إلى ابْنِ عَمّكِ لا تَكوني ... كمُخْتارٍ على الفَرَس الحِمارا

قال أبو عبيدة: فتجاولا زُميناً، لا يُفصل بينهما، وانقطعت إلى امرأة ابن الزبير، بنت منظور بن

زبّان الفزاري، وانقطع هو إلى حمزة بن عبد الله بن الزبير، وقال له:

أمسَيتُ قَدْ نَزَلتْ بِحَمزَةَ حاجتي ... إنّ المُنَوّهَ باسمِهِ المَوثوقُ

قال أبو عبد الله: ويروى أصبحت قد نزلت. فلم يصنع في حاجته شيئاً. قال:

أمّا بَنوهُ فلَمْ تُقبلْ شَفاعَتُهمْ ... وشُفّعَتْ بنتُ منظورِ بنِ زَبّانا

ليسَ الشفيعُ الذي يأتيكَ مؤتزِراً ... مثلَ الشفيع الذي يأتيكَ عُريانا

ثم قال لابن الزبير:

تخُاصِمُني النّوارُ وغابَ فيها ... كَرَأس الضّبّ يلتمسُ الجَرادا

<<  <  ج: ص:  >  >>