فقال له ابن الزبير:
ألا تِلْكُمُ عرْسُ الفرزدقِ جامحِاً ... ولوْ رَضيَتْ رَمحَ أستِهِ لاستَقَرّتِ
قال: فلم يزل بها حتى واقعها، وأقبلت من مكة حبلى، وكانت تُشارهُ، فأراد أن يغيظها، فتزوج عليها
غير واحدة. فتزوج عليها حدراء بنت زيق بن بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن عبد
الله بن عمرو بن الحارث بن همام بن مرة بن ذُهل بن شيبان. وولد قيس بن مسعود بساطما وبشراً،
وهو السليل، وعمراً، وهو الأحوص، وبجاداً. وولد بسطام بن قيس الأحوص، وزيقاً، وفريصاً،
وفروة، بني بسطام. فحدراء بنت زيق بن بسطام، والأحوص أخوها. والأحوص الكبير عمها.
فتزوجها الفرزدق على، مائة من الإبل.
قال أبو عبيدة: قال جهم: فقالت للفرزدق النوار: ويلك تزوجت أعرابية دقيقة الساقين، تبول على
عقبيها على مائة بعير. فقال الفرزدق: يفضلها عليها ويعيرها بأمها، وكانت أمَة:
لجاريَةٌ بين السليلِ عُروقُها ... وبَين أبي الصّهباء مِنْ آل خالِدِ
قوله أبي الصهباء، يعني بسطاما. والسليل بن قيس أخو بسطام بن قيس.
أحَقٌ بِإغلاء المُهورِ مِنَ التي ... رَبَتْ وهيَ تَنزو في جُحورِ الوَلائِد
وقال الفرزدق أيضاً:
لو أنّ حَدراء تجزيني كما زَعَمتْ ... أنْ سوفَ تفعلُ مِنْ بذْلٍ وإكرامِ
لَكنتُ أطوَعَ مِنْ ذي حَلْقَة جُعلتْ ... في الأنفِ ذَلَّ بتقواد وتَرسامِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute