ويروى ولا أنا معطي الحكم عن شف منصب. قال: والشف هاهنا النقصان، وقد يكون الشق الفضل
أيضاً. يقال: هذا أشف من هذا، وهذا يشف على هذا، أي يزيد عليه. وقال أبو عثمان: أنشدني أبو
عبيدة:
بَني يَثربي حَصّنوا أينُقاتكُم ... وأفراسكُمْ عنْ نَزو أحمرَ مُسهَمِ
ولا أعرفَنْ ذا الشّقّ يطلبُ شفّهُ ... يُداويِهِ مِنكُمْ بالأديمِ المُسَلّمِ
قوله حصنوا أينقاتكم وأفراسكم، يعني بناتكم وقرائبكم. عن نزو أحمر، عن برذون، ليس بعربي.
وقوله مسهم بعني يجعل له سهم في الغزو. وقوله يداويه منكم بالأديم المسلم، يقول: يُصحح عيب
نسبه وأديمه بأديمكم الصحيح المسلم إذا انكحتموه.
قال أبو عبد الله: يقال أسهم له إذا جعل له سهماً، وسهمه إذا خرج سهمه على سهمه، فكانت له
الغلبة.
وقوله ذا الشف، قد قال النابغة الجعدي في الشف إذا كان فضلا:
فاستَوتْ لِهْزِمَتا خَدّيهِما ... وجرى الشّفّ سواء فاعْتَدَلْ
قال: والشف هاهنا فضل ما بين الحمار والفرس. قال: جرى الفرس حتى لحق بالحمار، فاستويا
فطعنه الغلام.
أراهُنّ ماءَ المُزن يُشفى بِهِ الصدَى ... وكانتْ مِلاحاً غَيرهُنّ المَشارِبُ
قوله أراهن، يعني بنات الحنظليين. والصدى العطش. يقول أرى المشارب إلا إياهن، فضربهن مثلا
للمشارب.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute