لقدْ كنتَ أهلا إذْ تَسوقُ دِياتكُمْ ... إلى آل زيقٍ أنْ يَعيبَكَ عائِبُ
قال أبو عبد الله: ويروى أن تسوق. وهو أجود في المعنى. وقوله إذ تسوق دياتكم، يريد المائة من
الإبل التي ساقها الفرزدق إليهم.
وما عَدَلَتْ ذاتُ الصّليبِ ظَعينَةً ... عُتَيبَةُ والرّدفان مِنها وحاجِبُ
قوله ذات الصليب، يريد حدراء. وذلك أن أجدادها كانوا نصارى فعيّره بذلك. وقوله ظعينة، يريد
امرأة. قال وأصل الظعينة المرأة تكون على البعير. قال: ثم استعملت العرب الظعينة، حتى صيّروا
المرأة ظعينة بغير بعير، والأصل في ذلك ما خبرتك. وقوله عتيبة، يريد عتيبة بن الحارث بن
شهاب بن عبد قيس بن كُباس بن جعفر بن ثعلبة ابن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن
تميم، وقد رأس، وكان فارس مضر في زمانه. وحاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله ابن
دارم. وقوله والردفان، عتّاب بن هرمي بن رياح بن يربوع، وعوف بن هرمي. قال: والردف الذي
يُربض للملك، فيكون القائم بعد الملك، فهو الردف عند العرب في الجاهلية. قال أبو جعفر: والردف
الذي يردف الملك، يعادله في ركوبه، ويجلس في مجلسه.
ألا رُبما لم نُعطِ زِيفاً بحُكمِهِ ... وأدّى إلينا الحُكمَ والغُلُ لازِبُ
قوله والغل لازب، يعني لازماً. ولازب ولازم سواء بمعنى واحد. والعرب تقول ضربة لازب
ولازم، بمعنى واحد، كذلك كلام العرب.
حَوَينا أبا زِيقٍ وزِيقاً وعَمّهُ ... وجَدّةُ زيقٍ قدْ حَوَتها المَقانبُ
قوله حوينا، يريد أخذنا فصار في أيدينا. قال: وأبو زيق، أسره عتيبة ابن الحارث، وأسر زيقاً
وحلف أن لا يطلقه حتى يأتيه بكل ما أورثه قيس بن مسعود: قال: وجدّةُ زيق أم بسطام، وهي ليلى بنت