للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

هل تعرفونَ إذا ذكرتم قُرزُلاً ... أيامَ ندّ بفارسٍ مذعورِ

إذ لا يودُ بهِ طُفيلٌ أنه ... بالجوّ فوقَ مدرّبٍ ممطورِ

يقول: لا يتمنى طفيل أنه على صقر قد دُرب للصيد عن فرسه، أي إن فرسه أسرع منه.

إذ هامةُ ابن خويلد مقصومَةٌ ... وجَعارِ قد ذهبت بأيرِ بَحيرِ

جاءت بهِ أصُلاً إلى أولادِها ... تمشي بهِ معها لهم بعشيرِ

قوله تعشير، يريد صوت الضباع، كما يعشّر الحمار، وذلك إذا صاح عشراً. وقوله بعشير بقسم منه.

وقوله فارس قُرزل يعني طفيل بن مالك بن جعفر. قال: وذلك أنه فر من بني يربوع في يوم ذي

نجب على فرسه قرزل. قال: وله يقول أوس بن حجر:

والله لولا قُرزُل إذ نجا ... لكانَ مثوى خدّكَ الأخرَ ما

نَجّاكَ جيّاشٌ هَزيمٌ كما ... أحميتَ وسطَ الوَبرِ المِيسما

قال أبو عبيدة: الأخرم منقطع الكتف في العاتق، يريد لضربت به عنقك، فوقعت على الأخرم. قال:

وقال الأصمعي: بل هو الأخرم من الأرضين، وهو الأرض الغليظة. وقوله جيّاش، هو الشديد

الجري السريع، كأنه مشتق من القدر إذا جاشت بالغلي. يقول: فهذا الفرس يجيش بجريه، كما تجيش

القدر بغليانها. والهزيم كذلك أيضاً. يقول: يجيش ويهزم، يعني يصوّت صوتاً كغلي المرجل. وقوله

كما أحميت وسط الوبر الميسما، يعني به السرعة. يقول: هذا الفرس يلتهب في عدوه كما يلتهب

الميسم، وهي الحديدة تُحمى بالنار حتى تصير كالجمرة، ثم توضع على جلد البعير علامة، والميسم

بالسين

<<  <  ج: ص:  >  >>