باتوا بِمُرتَكُم الكَثيبِ كأنهمُ ... بالقومِ يقتسمونَ لحمَ جَزورِ
والعامريَّ على القِرى حينَ القِرى ... والطعنِ بالأسلاتَ غيرُ صبورِ
أبُنَيّ بَروَعَ يا ابنَ ألأم من مشَى ... ما أنتَ حينَ نَبحتني بِعَقورِ
قوله أبني بروع، قال أبو عبد الله: يريد بقوله بروع الناقة التي ذكرها الراعي في قوله: يشلي
العفاس وبروعا.
وإذا اليمامةُ أتمرتْ حِيطانهُا ... وقعدتَ يا بنَ خَضافِ فوقَ سريرِ
قوله يا بن خضاف، يعني مهاجر بن عبد الله الكلابي، وكان على اليمامة، وذلك في خلافة هشام
والوليد، وكان واليها.
لَوّيتَ بي شِدقَيكَ تحسبُ أنني ... أعيا بلَومِكَ يابنَ عبدِ كَثيرِ
ويروى حنكيك. قال: يعني كثير بن الصلت الكندي. ويقال إنه كان سبب المهاجر بن عبد الله إلى
بني أمية حين خلطه بهم.
فأجابه جرير فقال:
سَقياً لنَهى حمامةٍ وحَفيرِ ... بسجالِ مُرتجَزِ الربابَ مَطيرِ
سَقياً لتلكَ مَنازِلاً هَيجَنني ... وكأنّ باقيهُنّ وحيَ زَبورِ
كم قد رأيتُ وليسَ شيءٌ باقياً ... من زائرٍ طَرفِ الهوى ومَزورِ
وجدَ الفرزدقُ في مساعي دارِمٍ ... قِصراً إذا افتخروا وطُولَ أيورِ
لا تفخَرَنّ وفي أديمِ مجاشِعٍ ... حَلَمٌ فليسَ سيورُهُ بسُيورِ
أبُنيّ شِعرَةَ لم نجد لمُجاشِع ... حلماً يُوازِنُ ريشةَ العُصفورَ
إنا لَنعلَمُ ما غدا لمُجاشِع ... وفدٌ وما ملكوا وثاقَ أسيرِ
ماذا رجوتَ منَ العُلالَةِ بعدما ... نُقضَتْ حِبالُكَ واستمرّ مريري