للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

إن الفرزدقَ حين يدخلُ مسجدا ... رِجسٌ فليسَ طَهورُهُ بطهور

إنّ الفرزدقَ لا يبالي محرما ... ودمَ الهَدِيّ بأذرُعٍ ونُحورِ

أمسى الفرزدقُ في جَلاجِلِ كُرّجِ ... بعدَ الأخيطلِ زوجةً لجريرِ

رَهطُ الفرزدقِ منْ نصارى تغلبٍ ... أو يدّعي كذباً دَعاوَةَ زورِ

حُجُّوا الصليبَ وقَرِبّوا قُربانكم ... وخذوا نصيبكم منَ الخنزيرِ

إني سأخبرُ عن بلاء مجاشع ... مَنْ كانَ بالنّخَباتِ غيرَ خبيرِ

أخزى بني وقبانَ عُقرُ فتاتهم ... واغترّ جارُهمُ بحبلِ غُرورِ

لو كانَ يعلمُ ما استجارَ مجاشعاً ... أستاهَ مماحَةٍ هوارِمَ خُورِ

قالَ الزبيرُ وأسلمتهُ مجاشعٌ ... لا خيرَ في دَنسِ الثيابِ غَدورِ

يا شَبّ قد ذكرت قُريشٌ غدركم ... بينَ لمُحَصّب مِنْ مِنىً وثَبيرِ

وغدا الفرزدقُ حينَ فارقَ منقَراً ... في غيرِ عافيةٍ وغيرِ سُرورِ

غمزَ ابنُ مُرّةَ يا فرزدقُ كَينَها ... غمزَ الطبيبِ نَغانِغَ المَعذورِ

النغانغ واحدتها نُغنغة، وهو لحم أصول الآذان من داخل الحلق، فيصيبها وجع فتغمز. والعُذرة قرحة

تكون في الحلق.

خَزيَ الفرزدقُ بعدَ وقعةِ سَبعة ... كالحُصنِ مِنْ وَلدِ الأشدّ ذُكورِ

تُرضي الغُرابَ وقد عقرتُم نابَهُ ... بنتُ الحُتاتِ بمحبَسٍ وسريرِ

ويروى بنت القرين قال: والقرين عبد الله بن حكيم المجاشعي. قال والغراب، يعني رجلا، وقد مر

حديثه فيما مر من الكتاب.

قالت فَدَتكَ مجاشعٌ فاستَنشَقت ... من مَنخريه عُصارَةَ القَفّورِ

قوله القفور يريد الكافور.

أمّتْ هُنيدةُ خِزيةً لمجاشِع ... إذ أولمت لهمُ بِشرّ جَزورِ

ودَعتْ غَمامةُ بالوَقيطِ مجاشعاً ... فوجدتَ يا وقبانُ غيرَ غَيورِ

كذبَ الفرزدقُ لن يجاريَ عامراً ... يومَ الرهان بِمُقرف مَبهورِ

<<  <  ج: ص:  >  >>