للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجابه جرير فقال يهجوه جميع الشعراء:

بانَ الخليطُ بِرامَتَينْ فوَدّعوا ... أوَ كلما رفعوا لِبَين تجزعُ

الخليط الجيران المخالطون في المنزل والمال.

رَدوا الجِمالَ بذي طُلوحٍ بعدما ... هاجَ المَصيفُ وقد تولى المَربَعُ

قوله ردوا الجمال، يعني ردوها من موضع رعيها إلى الحي، حين أرادوا التحمل. قوله بعد ما هاج

المصيف، أي جاء الصيف، واحتدم الحر، واشتد وهجه، ويبس العُشب من الرعي، ورجع كل قوم

إلى مواضعهم. قال: وذو طلوح موضع يجمعهم.

إنّ الشّواحِجَ بالضُحى هَيّجنّني ... في دارِ زينبَ والحَمامُ الوُقّعُ

قوله إن الشواحج، يريد صياح الغربان. هيجنني يقول ذكرنني اجتماع الحي وتفرقهم. وقوله والحمام

الوقع يعني الحمام التي تقع فتعتلف بعدما ترحّل الناس.

نَعبَ الغُرابُ فقلتُ بَينٌ عاجِلٌ ... وجَرى بهِ الصرُدُ الغَداةَ الألمعُ

الصرد الألمع لأن فيه خضرة وسواداً فقال الألمع.

إنّ الجميعَ تفرّقتْ أهواؤهُم ... إنّ النوى بهوى الأحبةِ تَفجَعُ

قال الأصمعي: النوى هو الموضع الذي ينوي الرجل أن يأتيه، وهو النوى والنية، وذلك أنهم تفرقوا

فقصد كل قوم منهم حيث ينوون، فلذلك تشاءمت العرب بالنوى، لتفرقهم بعد اجتماعهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>