للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

كيفَ العَزاءُ ولم أجد مُذْ بِنْتُمُ ... قلباً يَقِرُ ولا شراباً ينقعُ

قوله ولا شراباً ينقع، يعني يُروي. ويقال الشراب ينقع نقعاً ونقوعاً، وذلك إذا روي منه صاحبه،

وهو الماء الذي ينقع المال ويوافقه.

ولقد صَدقتُكِ في الهوى وكذبتني ... وخَلَبتني بمواعدٍ لا تنفعُ

قد خفتُ عندكمُ الوشاةَ ولم يكنْ ... لِيُنالَ عندي سرُكِ المُستودعُ

كانت إذا نظرت لعيدٍ زينةً ... هَشّ الفؤادُ وليسَ فيها مطمعُ

أي ارتاح وأحب النظر إليها ولا مطمع فيها.

تركتْ حَوائِمَ صادِيات هُيّماً ... مُنعَ الشِفاء وطابَ هذا المَشرعُ

الحوائم التي تدور حول الماء لتقع على الماء، ثم تمتنع من الوقوع. قال: والصادي العطشان. قال

الأصمعي: إذا اختلف اللفظ والمعنى واحد، استحسنت العرب إعادة الألفاظ، وذلك أنه قال صاديات ثم

هُيّما وهما جميعاً من العطش. قال أبو عبد الله: يقال الهيام ينال الإبل فتشرب الماء فلا تروى منه.

وقوله تعالى: {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} يقال بعير أهيم وناقة هيماء.

أيامَ زينبُ لا خفيفُ حِلمُها ... همشَى الحديثِ ولا رَوادٌ سَلفَعُ

قوله همشى الحديث، يقول مختلطة الحديث من الحياء. وقوله ولا رواد، يقول ليست هي بطوافة.

وخفف روادوا لوزن الشعر، وقد تفعل العرب ذلك. والسلفع الجريئة البذية من النساء. قال: جندل في

قوله همشى تصديقاً له:

إنْ سَمعوا عَوراء أصغَوا في أذَنْ ... وهمَشوا بكَلِمٍ غيرِ حَسنْ

قوله همشوا يعني خلطوا. يقال همشى الحديث، يعني مختلطة

<<  <  ج: ص:  >  >>