للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أحمد بن عبيد: هو منعنه، يعني اللَّها فقدّم وجمع. أي الذي تمنعه أنت كأنه في لهاة بين أنياب

ليث، فمن يقدر على استخراجه.

إذا ما لقيتَ القِرنَ في حارة الوغا ... تنفّسَ من جيّاشَةٍ ذاتِ عانِدِ

قوله جياشة، يقول هذه الطعنة تجيش بالدم، كما تجيش القدر بما فيها من شدة الغليان. وقوله ذات

عاند، يقول الدم الذي يسيل من هذه الطعنة عاند، يريد يأخذ غير الطريق من كثرته، يذهب الدم يمنة

ويسرة، وهو من قولهم: قد عَنَد فلان عن الطريق، إذا ذهب مذهب الباطل والظلم، فكأنه مشتق من

ذلك، قال أبو جعفر: عاند لا يجيب راقياً من سعة مخرجه من الطعنة.

وإنْ فَتنَ الشيطانُ أهلَ ضلالَةٍ ... لَقُوا منكَ حرباً حميُها غيرُ بارِدِ

إذا كانَ أمنٌ كانَ قلبُكَ مؤمنا ... وإنْ كانَ حوفٌ كنتَ أحكمَ ذائدِ

قوله كنت أحكم ذائد، كنت أحكم من يدفع عن حريمه. يقال فلان يذود الناس، وذلك إذا دفع عنهم.

حميتَ ثغورَ المسلمينَ فلم تُضعْ ... وما زِلتَ رأساً قائدا وابنَ قائدِ

تُعدُ سرابيلَ الحديدِ معَ القَنا ... وشُعثَ النواصيِ كالضراء الطواردِ

قوله كالضراء الطوارد، يعني الكلاب الضارية، الواحد ضرو، والأنثى ضروة.

وإنكَ قد أعطيتَ نصراً على العِدى ... ولُقيتَ صبرا واحتسابَ المُجاهد

إذا جمعَ الأعداءُ أمرَ مكيدةٍ ... لِغدرٍ كفاكَ اللهُ كيدَ المُكايدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>