(٢) ((ومن أدلة هذه الشفاعة ما أخرجه البخاري (٥/ ٢٤٠١) (٦١٩٨) عن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يخرج قوم من النار بشفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - فيدخلون الجنة يسمون الحهنميين)، وما أخرجه أبو داود (٢/ ٦٤٩) (٤٧٣٩)، والترمذي (٤/ ٦٢٥) (٢٤٣٥)، وقال: حسن صحيح غريب، وأحمد (٣/ ٢١٣)، وغيرهم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي). وفي الباب أحاديث أخرى كثيرة، وانظر كتاب " الشفاعة " للشيخ مقبل - رحمه الله -. وإثبات هذه الشفاعة فيه رد على الوعيدية الذين حكموا بخلود أهل الكبائر في النار، وعلى المرجئة الذين قالوا: أنه لا يضر مع الإيمان ذنب، فحكموا لأهل الكبائر بعدم دخول النار، وقد سبقت الإشارة إلى هذه الأقوال. (٣) ((روى مسلم (١/ ٣٨) (٤٦) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع)، وروى الدارمي في (١/ ٣٨) (٤٦) عن بن عباس قال: (إن الله فضل محمد - صلى الله عليه وسلم - على الأنبياء، وعلى أهل السماء. فقالوا: يا بن عباس بمَّ فضله على أهل السماء؟ قال: إن الله قال لأهل السماء: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} الآية وقال الله لمحمد صلى الله عليه وسلم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} قالوا فما فضله على الأنبياء قال: قال الله عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} الآية وقال الله عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} فأرسله إلى الجن والإنس)، وصحح إسناده الشيخ: حسين أسد. وقال الإمام ابن القيم في بدائع الفوائد (٣/ ٦٥٥): [فائدة: هل حجرة النبي أفضل أم الكعبة؟ قال ابن عقيل: سألني سائل: أيما أفضل حجرة النبي أم الكعبة؟ فقلت: إن أردت مجرد الحجرة فالكعبة أفضل، وإن أردت، وهو فيها، فلا والله، ولا العرش وحملته، ولا جنه عدن، ولا الأفلاك الدائرة؛ لأن بالحجرة جسدا لو وزن بالكونين لرجح]. وسيأتي - بمشيئة الله - الكلام على المفاضلة بين الأنبياء عند التعليق على البيت (١١٢).