عبد الدائم، وجماعة غيرهم، وأجاز له أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار وعدة سواه.
وأخذ الفقه عن سراج الدين حسين بن يوسف بن أبي السري التستري، ثم انتقل إلى بغداد سنة تسع وعشرين، وأجاز له ابن الشحنة، وابن الدواليبي، وغيرهما.
برع الناظم في علوم كثيرة منها: العربية، والفرائض. ونظم، وخرج، وحدث، واقعد بأخرة، وقد جاز الثمانين.
وقد ذكره أيضاً الذهبي في المعجم المختص فقال: قدم علينا سنة ست وأربعين وقرأ عليَّ.
ومن شيوخهم (١) الذين أثنى عليهم، وامتدحهم كثيراً: الشيخ حسان حيث قال عنه في منظومتنا هذه:
٨ - فَلَوْلَا مَكَانُ الشَّيخِ حَسَّانِ أَصْبَحَتْ ... مَدِينَةُ سَامَّرَاءَ فِي غَايَةِ الضُّرِ
٩ - وَلَوْلَا خِلَالٌ شَدَّهَا لَتَعَطَّلَتْ ... رُسُومُ الْهُدَى وَاسْتَوْسَقَتْ دَوْلَةُ الشِّرِ
١٠ - هَوُ الْعَالِمُ الْمَرْضِيُّ وَالقُثَمُ الذي ... يَفَتِّحُ أَقْفَالَ الْمَسَائِلِ بِالسَّبْرِ
١١ - إِذَا سَأَلُوهُ عَنْ دَلِيلِ مَقَالِةِ ... أَجَابَ بِقَوْلِ اللهِ فِي مُحْكَمِ الذِّكْرِ
١٢ - وَإِنْ يَسْتَزِيدُوا قَالَ قَالَ مُحَمَّدٌ ... وَإِن يَسْتَزِيدُوا قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرِ
١٣ - كَفَانِي أَنِّي أَنْتَمِي بِعَقِيَدتيِ ... إِلَيْهِ وَإِنِّي فِي طَرِيقَتَهِ أَجْرِي
[تقدير الناظم لتقي الدين ابن تيمية ووصفه بأنه شيخ الإسلام]
قال ابن ناصر الدين الدمشقي في الرد الوافر: [وترجم - أي الناظمُ - الشيخ تقي الدين بشيخ الإسلام فيما كتبه بخطه، وجمع في شمائله اللطيفة ترجمة مونقة منيفة إعلاما بقدره، وتنبيها قال فيما وجدته بخطه فيها: حدثني غير واحد من العلماء الفضلاء، والأئمة النبلاء، الممعنين في الخوض في أقاويل المتكلمين، لإصابة الصواب، وتمييز القشر من اللباب: أن كلا منهم لم يزل حائرا في تجاذب أقوال الأصوليين، ومعقولاتهم، وأنه لم يستقر في قلبه منها قول، ولم يبن له من مضمونها حق بل رآها كلها موقعة في الحيرة، والتضليل، وجلها ممعن يتكلف الأدلة، والتعليل، وأنه كان خائفا على نفسه من الوقوع بسببها في التشكيك، والتعطيل، حتى مَنَّ الله سبحانه، وتعالى عليه بمطالعة مؤلفات هذا الإمام ابن تيمية، شيخ الإسلام، مما أورده من النقليات، والعقليات في هذا النظام، فما هو إلا أن
(١) وسوف يأتي احتمال عند شرح هذه الأبيات أنه ليس من شيوخه، فالله أعلم بالصواب.