(٢) وبالأصل بجوار هذا البيت وجدت عبارة: (بلغ سعيد قراءةً عليّ. كتبه: يوسف السرمري). لعل الناظم يشير إلى ما ورد في تفسير قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} (مريم/٥٢) فقد أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات، عن مجاهد في قوله: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} قال بين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب، حجاب نور وحجاب ظلمة، حجاب نور وحجاب ظلمة، حجاب نور وحجاب ظلمة، فما زال موسى يقرب حتى كان بينه وبينه حجاب، فلما رأى مكانه وسمع صريف القلم {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}، وهذا إسناد مرسل، وفي الباب آثار أخرى موقوفة، ومقطوعة انظرها في العظمة لأبي الشيخ، وفي تفسير الطبري، وغيره. وإليك جملاً مما ورد في بيان حجب الله عز وجل. روى البخاري (٦/ ٢٧١٠) (٧٠٠٦)، ومسلم (١/ ١٦٣) (١٨٠) عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (جنتان من فضة آنيتهما، وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما، وما فيهما، وما بين القوم، وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)، وروى مسلم (٤/ ٢٠٢٣) (٢٦٢٠) عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (العز إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذبته)، والحديث له ألفاظ أخرى مشهورة في غير الصحيح، وانظر الصحيحة (٥٤١). وقال الحافظ العراقي في المغني عن حمل الأسفار (١/ ٦٤) محققاً ما ورد في الحجب عند تعليقه على الحديث الذي ذكره الإمام الغزالي في الإحياء: " إن لله سبعين حجاباً من نور، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره ": [أخرجه أبو الشيخ بن حبان في كتاب العظمة من حديث أبي هريرة " بين الله، وبين الملائكة الذين حول العرش سبعون حجابا من نور " وإسناده ضعيف. وفيه أيضا من حديث لأنس قال: " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجبريل هل ترى ربك؟ قال إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور " وفي الأكبر للطبراني من حديث سهل بن سعد " دون الله تعالى ألف حجاب من نور، وظلمة " ولمسلم من حديث أبي موسى " حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه " ولابن ماجه " شيء أدركه بصره "].