للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيقول: هل من سائل فيعطي سؤله، هل من مستغفر فيغفر له، هل من عان فينفك عانيه (١)، قال: فيكون ذلك كذلك حتى يُصلى الفجر ثم يعلو ربنا على كرسيه" (٢).

واختلفوا في صفته: فذهب شيخنا أبو عبد الله (٣) إلى أنه نزول انتقال (٤)، قال: لأن هذا حقيقة النزول عند العرب، وهذا نظير قوله في الاستواء، يعني قعد، وهذا على ظاهر حديث عبادة بن الصامت، ولأن أكثر ما في هذا أنه من صفات الحدث في حقنا، وهذا لا يوجب كونه في حقه محدثًا، كالاستواء على العرش، هو موصوف به مع اختلافنا في صفته، وإن كان هذا الاستواء لم يكن موصوفا به في القدم، وكذلك نقول تكلم بحرف وصوت، وإن كان هذا يوجب الحدث في صفاتنا ولا يوجبه في حقه، كذلك النزول.

وحكي شيخنا عن طائفة من أصحابنا أنهم قالوا: ينزل معناه: قدرته، ولعل هذا القائل ذهب إلى ظاهر كلام أحمد في رواية حنبل أنه قال: احتجوا علىَّ يومئذ بقوله تجئ البقرة يوم القيامة ويجئ تبارك (٥) وقلت


(١) هكذا وفي الشريعة ومجمع الزوائد (فأفك عنه).
(٢) أخرجه الآجرى في الشريعة ص (٣١٢) والطبراني في الكبير والأوسط. انظر: مجمع الزوائد (١٠/ ١٥٤)، والقاضي أبي يعلى في إبطال التأويلات (١/ ٢٥٧) قال الهيثمي: يحيى بن إسحاق لم يسمع من عبادة ولم يرو عنه غير موسى بن عقبة.
(٣) يقصد الشيخ أبا عبد الله الحسن بن حامد.
(٤) حكى عنه هذا القول ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه ص (٤٥)، وشيخ الإسلام في شرح حديث النزول مجموع الفتاوى (٥/ ٤٠٢).
(٥) هكذا في المخطوط ولدى ابن القيم في مختصر الصواعق (٢/ ٢٥٣) حيث أورد هذا الكلام بنصه والوارد في القصة انهم احتجوا عليه بحديث (مجيء البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان … ) الحديث، وقالوا للإمام أحمد لا يوصف بالإتيان والمجئ إلا المخلوق، فعارضهم الإمام أحمد بأن المراد مجئ ثواب البقرة وآل عمران وانظر مجموع الفتاوى (٥/ ٣٩٨).

<<  <   >  >>