للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهم: الثواب قال الله تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ الفجر آية (٢٢)، إنما تأتى قدرته (١)، وإنما القرآن أمثال ومواعظ وزجر.

وذكر أيضًا فيما خرجه من الحبس (٢) كلام الله لا يجيء ولا يتغير من حال إلى حال (٣).

ووجه هذا القائل: أن النزول هو الزوال والانتقال وهذا من صفات الحدث، ولهذا قلنا في الاستواء: لا بمعنى المماسة ولا المباينة (٤)، لأن ذلك من صفات الحدث.

وحكى شيخنا عن طائفة أخرى من أصحابنا أنهم قالوا: يثبت نزولًا لا يعقل معناه، هل هو زوال أو بغير زوال كما جاء الخبر (٥). ومثل هذا


(١) هكذا في المخطوط ولدى ابن القيم في مختصر الصواعق (٢/ ٥٣) أيضًا، ولم أقف على الرواية في المطبوع من محنة أحمد بن حنبل برواية حنبل والتي طبعت بتحقيق د. محمد نغش وقد نقل شيخ الإسلام من الرواية في الفتاوى (٥/ ٣٩٨) من هذا الموضع وفيها اختلاف، وجاء فيها أنه استدل بقوله تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾ قال قيل: إنما يأتي أمره، وقال القاضي في إبطال التأويلات (١/ ١٣٢) "قد قال أحمد في رواية حنبل في قوله ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾ قال: قدرته، قال أبو إسحاق بن شاقلا: هذا غلط من حنبل لا شك فيه، وأراد أبو إسحاق بذلك أن مذهبه حمل الآية على ظاهرها في مجيء الذات، هذا ظاهر كلامه، والله أعلم، وقد قال أحمد في رواية أبي طالب ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ﴾ البقرة آية (٢١٠) ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ الفجر آية (٢٢) فمن قال إن الله لا يرى فقد كفر. وظاهر هذا أن أحمد أثبت مجيء ذاته لأنه احتج بذلك على جواز رؤيته، وإنما يحتج بذلك على جواز رؤيته إذا كان الإتيان والمجيء مضافًا إلى الذات".
(٢) هكذا في المخطوط ولدى ابن القيم في مختصر الصواعق (في الحبس) ولم يتبين لي معناها.
(٣) ذكر شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي (٥/ ٤٠٢) أن هذا قول أبي الحسن التميمي وأهل بيته.
(٤) سبق بيان هذا ص ٥٢.
(٥) عزا هذا القول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (٥/ ٤٠٢) إلى عبد الله بن بطة العكبري وغيره قال ابن بطة في الإبانة ورقة (٢٠٠/ أ) "فنقول كما قال ربنا ﷿ ولا نقول إن نزوله … لا نصف نزوله ولا نحده ولا نقول إن نزوله زواله".
قال ابن القيم "وأما الذين أمسكوا عن الأمرين، وقالوا: لا نقول يتحرك وينتقل ولا =

<<  <   >  >>