للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروي أن أعرابيًا قدم المدينة بقلاص فابتاعها النبي منه إلى أجل فقال: يا رسول الله: إن حدث بك حدث فمن يقضنا بعدك قال: "أبو بكر" (١).

وروي: أن بني المصطلق بعثوا رجلًا إلى النبي يسأله من يلي صدقاتهم بعده (٢) فقال له النبي : "أبو بكر" (٣).

وأيضًا قوله تعالى ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا﴾ [التحريم آية (٣)] أنه قال لحفصة: "الإمام بعدي أبو بكر ثم أبوك" (٤).

ووجه من أبطل النص أن قال: الإمامة أمر عظيم فيه تفضيل كبير لا سيما إذا كان خلافة النبوة، فالدواعي تتوفر على ما جرى هذا المجرى فيجب أن يكون مستفيضًا غالبًا على كتمانه، وأن يكون الخبر فيه متواترًا شائعًا يعرفه العوام فضلًا عمن عرف السنن والأخبار، ولو كانت هذه حال النص لاضطرنا إليه، ولامتنع التشاجر والاختلاف، ولأنه لو كان النص عليه لم


= الصحابة (ب فضائل أبي بكر (٤/ ١٨٥٦) من حديث جبير بن مطعم بدون قوله "فإنه خليفتي من بعدي" حيث لم أقف عليها.
(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١٧/ ١٨٠) عن عصمة بن مالك قال الهيثمي: وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف. مجمع الزوائد (٥/ ١٧٩) وعزاه الحافظ في الفتح إلى الإسماعيلي في معجمه وقال: إسناده ضعيف. فتح الباري (٧/ ٢٤).
(٢) في المخطوط كلمة لم أتمكن من قراءاتها.
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير (١٧/ ١٨٠) من حديث عصمة بن مالك إلا أنه قال فيه "قدم رجل من خزاعة .. " وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ١٧٩) وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف جدًا.
(٤) أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/ ١١٧) من حديث ابن عباس ، قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف، وقد وثقه ابن حبان، والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس . مجمع الزوائد (٥/ ١٧٨).

<<  <   >  >>