للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالأحكام، وكذلك الحسين فوجب حمل خروجهم وامتناع من امتنع من بيعته على وجه يسوغ فيه التأويل.

ومنه ما قال عبد الله بن الزبير: "إن يزيد قد اشتغل بشرب الخمور واللعب بالقرود" (١).

وروى محمد بن عرفة في تاريخه: "أن الحسن بن علي وعبد الله بن عباس استأذنا على يزيد بن معاوية وهو على شراب ولهو، فأذن للحسن وحجب ابن عباس، فلما دخل الحسن شم الرائحة فقال: ما هذه الرائحة؟ قال: طيب يصنع لنا بالشام، ثم عاد يزيد إلى حالته، فأظهر شرابه ولهوه ثم ندم وانقبض، فقال له الحسن: أيها الرجل خفض عليك، فقال له يزيد: اجلس، فنهض الحسن ليقوم" (٢).


(١) سبقت الرواية ص ١٠١ ويلاحظ أن ذم يزيد بهذا الأمر وهو شرب الخمر قد ورد في عدة روايات وقد دافع عن يزيد في هذا محمد بن الحنفية فقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (٨/ ٢٢٠) أن عبد الله بن مطيع وأصحابه جاءوا إلى محمد بن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم: فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب، فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظبًا على الصلاة متحريًا للخير يسأل عن الفقه ملازمًا للسنة قالوا: فإن ذلك كان منه تصنعًا لك فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إلي الخشوع؟ أفاطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم فيما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم نكن رأيناه فقال لهم: أبى الله ذلك على أهل الشهادة فقال: ﴿إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [الزخرف: ٨٦]، في كلام طويل، ومحمد بن الحنفية موتور بلا شك من يزيد لأن قتل الحسين أخيه كان قبل الحرة، فلو ثبت لديه إعلان يزيد بالمنكرات لكان من الطالبين لشنآنه وتنقصه … والله أعلم، وانظر مواقف المعارضة في خلافة يزيد بن معاوية (٤٠٨ - ٤٣٣). (رسالة ماجستير).
(٢) ذكر نحو هذه الرواية بأطول مما هنا ابن عساكر في تاريخه (١٨/ ق ٣٩٦) من رواية عمر بن شبه وقال ابن عساكر: هذه الحكاية منقطعة، عمر بن شبه بينه وبين يزيد زمان.

<<  <   >  >>