للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال محمد بن عمر: (١) "احترقت الكعبة يوم السبت قبل أن يأتي نعي يزيد بن معاوية"، وقال رباح بن مسلم (٢) عن أبيه: "كانوا يوقدون حول الكعبة، فأقبلت شرارة هبت بها الريح فحرقت ثياب الكعبة واحترق خشب البيت".

وقال عروة بن أذينه: (٣) "قدمت مكة يوم احترقت الكعبة فقلت: ما أصاب الكعبة؟ فأشاروا إلى رجل من أصحاب عبد الله بن الزبير قالوا: احترقت بسببه، أخذ قبسًا في رأس رمح له فطيرت الريح به.

[فضربت أستار الكعبة ما بين الركن اليماني والأسود] (٤)

..........................................

....................................... (٥)


(١) يعني الواقدي.
(٢) لم أقف على ترجمته ولا ترجمه أبيه.
(٣) عروة بن أذينة الليثي مدني قال الذهبي: صدوق. انظر الجرح والتعديل (٦/ ٣٦٩) ميزان الاعتدال (٣/ ٦٣).
(٤) تاريخ الطبري (٥/ ٤٨٢ - ٤٩٩) وقد اختصر منه المؤلف في مواضع عدة.
(٥) مسح في الكتاب مقدار نصف صفحة، ويبدو أن المصنف أنهى مسألة يزيد بن معاوية والموقف منه، وقد ذكر القاضي هنا قولين عن الإمام أحمد في يزيد من معاوية.
ويزيد بن معاوية هو أحد ملوك المسلمين لا شك وله أخطاء من أعظمها عند المسلمين قتل الحسين في عهده وأمره بنهب المدينة، وما فعل قائده مسلم بن عقبة بالمدينة، وهي جرائم لا شك خطيرة لكنها لا تنفي إسلامه ولا تبيح لعنه لأنه لا يجوز لعن المسلم، وقد افترق الناس في يزيد إلى ثلاث فرق:
فرقة تلعنه، وعزا ذلك ابن كثير إلى الخلال وأبو بكر عبد العزيز والقاضي أبي يعلى، وقد صنف ابنه رسالة في جواز ذلك، وكذلك ابن الجوزي صنف في ذلك ومنهم النسفي والكيا الهراس، ومآخذهم عليه هي ما ذكر القاضي هنا من مسألة الحسين وأهل المدينة فيلعنونه على ذلك.
وفرقة أحبته، كالغزالي والدستي لأنه مسلم ولي أمر الأمة على عهد الصحابة وكان متأولًا فيما =

<<  <   >  >>