٤ - من اعتقد أن غير هدى النبي ﷺ أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه. ٥ - من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول ﷺ. ٦ - من استهزأ بشيء مما جاء به الرسول ﷺ. ٧ - السحر. ٨ - مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين. ٩ - من اعتقد أن أحدًا يسعه الخروج عن دين محمد ﷺ. ١٠ - الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به. مجموعة رسائل في التوحيد ص ٢٨٥. ولو دققنا النظر في هذه النواقض نجدها تعود إلى شيء واحد في الجملة وهو مناقضة صريح ما جاء عن الله ﷿ أو عن رسوله ﷺ إما مضادة أو ردًا أو تكذيبًا أو شكًا أو ترددًا أو بغضًا، والتكذيب هو أظهر أنواع تلك المناقضة، فالشرك مناقض ومضاد لصريح دعوة الإسلام وأصله وحقيقته الذي هو التوحيد، وهو متضمن لرد وتكذيب خبر الله ورسوله، ومن شك في كفر الكفار أو تردد أو ظن أن هدي غير الله أكمل من هديه أو أحسن، أو اعتقد أن أحدًا يسعه الخروج عن دين الله، أو أعرض عن دين الله فهذا كله يعود في حقيقته إلى تكذيب خبر الله ﷿ وخبر رسوله ﷺ. والبغض والاستهزاء بشئ من دين الله في أصله يعود الى التكذيب، لأن ذلك لا يقع إلا من مكذب ولكنه قد يتضمن مع ذلك تصورات فاسدة تعود إلى شهوة دنيوية من ميل إلى ما حرم الله أو نفرة مما أحل الله فيقع في نفسه ذلك الشعور وهو البغض أو الاستهزاء والاستهتار به لما وقع في نفسه من الشهوة الدنيوية وذلك لا شك كفر وخروج من الإسلام، أما السحر فلأنه متضمن للشرك الذى هو مناقض لحقيقة الإسلام وأصله وهو التوحيد فإن الساحر إنما هو مستخدم للشيطان ولا يخدمه الشيطان إلا أن يشرك به. ومظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين لا يكون ألا بكفر باطني وهو النفاق، فيعود إلى التكذيب أو إلى أمر دنيوي من تقديمها على الآخرة تقديمًا يفسد على الإنسان دينه. فيظهر من هذا كله أن ما يخرج المسلم من دينه أمور عديدة يعود جلها إلى تكذيب خبر الله ﷿ وخبر رسوله ﷺ. ومن هذا الوجه ما يذكره العلماء في تكفير مستحل شيئا من الذنوب، مفرقين بينه وبين من يرتكبها غير مستحل لها، وذلك لأن الزاني مثلا إذا زنى وهو مستحل للزنا فقد كذب الله في خبره ورد عليه أمره في تحريم الزنا، أما المرتكب له بدون استحلال فهو مقر بتحريم الزنا شاهد على نفسه بالمخالفة. ومن هذا الوجه من أطلق العلماء تكفيرهم من أهل البدع فإنما أطلقوا تكفيرهم لما في مقالتهم من التكذيب لصريح خبر الله ومناقضته مناقضة صريحة، وذلك مثل الجهمية الذين ينفون الصفات ويدَّعون =