قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والمشهور من مذهب أحمد، وعامة أئمة السنة تكفير الجهمية وهم المعطلة لصفات الرحمن، فإن قولهم صريح في مناقضة ما جاءت به الرسل من الكتاب وحقيقة قولهم جحود الصانع ففيه جحود الرب، وجحود ما أخبر به عن نفسه على لسان رسله. "مجموع الفتاوى (١٢/ ٤٨٥) وانظر أيضا مجموع الفتاوى (٢٣/ ٣٤٨). بقى هنا من عموم ما ذكرنا الصلاة، فإن كثيرًا من العلماء يرى كفر تاركها تهاونًا وكسلًا وان كان مقرًا بوجوبها معترفًا بتقصيره، وما ذلك إلا لأن الصلاة عمود الإسلام، وقد جاء من النصوص في وجوبها والتحذير من التهاون بها ما لم يأت في غيرها بحيث صارت قرينة الإيمان بالله واليوم الآخر، كما أن الصلاة أظهر معاني العبادة بحيث أن الإنسان إذا لم يصل فإنه لم يعبد الله في الحقيقة، ولم يؤد له سبحانه شيئا من حقه عليه، مع ما ورد فيها من النصوص الدالة على كفر تاركها، فلهذا قال كثير من العلماء بكفر تاركها تهاونًا وكسلًا وإن كان مقرًا ومعترفًا بوجوبها. انظر الصلاة، لابن القيم ضمن مجموعة الحديث النجدية ص ٤٩٦. فعلى هذا من وقع منه شيء من تلك الأمور المكفرة هل يحكم بكفره على الإطلاق أم لا؟ أما الأمور الظاهرة من دين الإسلام مثل تحريم الشرك ونحوه من القتل والزنا والربا، فمن أشرك أو اعتقد حل بعض المحرمات المعروفة فإنه يكفر إلا أن يكون حديث عهد بالإسلام، أو أسلم ولم يجد من يعلمه الإسلام، فلا يحكم بكفره إلا بعد تعليمه، وفي هذا يقول الله ﷿ ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ﴾ [النساء: ١١٥] فنص الله ﷿ على التبين، ولما قال عدد من الصحابة بعد غزوة الحديبية ممن كانوا حدثاء عهد بكفر "يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط قال لهم ﵊: قلتم والذى نفسي =