وروى أيضاً عبد الملك بن عمير عن زيد بن وهب قال: قال عبد الله
يعني ابنَ مسعود: "ما أظنُّ أهلَ بيت من المسلمين لم يدخل عليهم حزنٌ
على عُمر يومَ أُصِيبَ عمر إلا أهلَ بيت سُوء، إنَّ عمر كان أعلَمنا بالله.
وأقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله ".
ولولا أنّ هذه كانت حالَه وصفتَه في حفظ القرآن وأنه من أقرأ الناس
لكتاب الله لم يكن أبو بكر الصدّيق بالذي يضُمُّ إليه زيد بن ثابت ويأمُرُهما
بجمع القرآن واعتراضه، ويجعلُ زيدا تبعا له، لأنه لا يجوزُ في صفة مَن هو
دون أبي بكر في الفضل والحزم أن يُنصِّبَ مع مثل زيد بن ثابت لاعتراض
القرآن وجمعِه مَن ليس بحافظ له، ولا كلُّ حافظ أيضاً يصلح لهذا الباب.
فبان بذلك أنّه أحدُ حفّاظ القرآن المتقدِّمين، فمَن هذه حالُه وصفتُه في تقدمه
وفي قراءته بالطِّوال، وإقرائه الصحابةَ وتعليمِهم بالقرآن مع الفقه والدين.
وقول ابن مسعود فيه: "ومحلُّه مِن حفظِ القرآن محلُّه، كان أقرأنا لكتابِ
الله "، كيف يمكن أن يكونَ غير حافظ لكتابِ الله الذي هو أقرؤهم له؟!.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute