[فصل]
وأمَّا نقضُه ما قدَّمناه - زعموا - بنفيه ذلكَ عن نفسه وبيَّنَ كثيراَ منه قولُه:
(مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) .
وقولُه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ،، وقولُه في ذمه الكفار
بقولهم: (لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ) ، وقولُه: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ) ، فأفَهم بهذا القولِ الذي أخبرَ به عن نفسِه في قوله: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (١٣٧) .
وقوله: (وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا) ، في أمثال هذا ما خبر فيه بمثلِ قولِ المشركينَ الذي ذمهم وعيرهم به.
وقولُه: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) .
وقولُه: (وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ) ، وقولُه: (وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) .
وقولُه: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) .
وهو قد أخبرَ فيما سلفَ أنه يسألَهُم عن فِعلهِ ويعذبَهُم على قضائِه وقدَره.
وذلكَ هو الظلمُ بعينه.
فأمَّا نقضُ ما أخبرَ به من تَوليه لإضلالِهم بإضافتِه ذلك إلى غيره من
المجرمينَ والشياطينَ وغيرهم فظاهر كثير، منه قوله: (وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (٧٩) .
وقولُه: (وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (٩٩) .
وقولُه: (رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (٢٩) .
وقوله: (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (٨٥) .
وقولُه: (رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ) .
وقولُه: (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (٢٥) .