للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥) .

فأضاف ذلك إلى الشيطان.

وقولُه: (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ) ، ثمّ نقضَ قولُه: (وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا) ، بقوله: (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) .

وقوله: (وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) .

وقوله: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) ، فذمَّ من أحبَّ ذلك بما خبرنا به يريد ذلك أجمع، وهذا زعموا تناقضٌ ظاهر لا يأتي من قبلِ حكيم عليم سميعٍ بصير.

قالوا ثم أخرج نفسَه والشياطينَ عن أن يكونَ لهم في الإضلال صنعٌ

وسلطان بقوله: (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا) .

و (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (٣٩) .

وقوله: (وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) ، وقوله: (فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) .

وبذمه لهم على هذه الأفعال، ولو كانت من عنده أو من عند قادَتِهم أو من عند الشياطين لما ذمَّهم على ذلك، ولكان ذمُ من بقيَ من قبلِه أولى.

وكيف يقول: (وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى) .

(وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا) ، وهو يقول: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ) ، (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (٩) .

ويقول: (إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا) ، وكيفَ يسمعُ أو يخنعُ ويستجيبُ من خُتمَ على قلبِه وبصَرِه وسمعِه، وحيلَ بينَه وبينَ قلبِه ورشدِه.

واعلموا رحمكم اللهُ أنه لا تنافيَ ولا تناقضَ في شيءٍ مما تلاه الملحدونَ

وتعلَّقوا به.، ولا حجَّةَ فيه ولا شبهةَ لقدري يحاولُ بما يتلوه من ذلك إبطالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>