(فصلٌ في فضلِ عثمان بن عفان رضي الله عنه وحفظه للقرآن)
وأما عثمان بن عفانَ رضوانُ الله عليه فقد وردت الرواياتُ بأنه كان ممن
جمع القرآنَ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما قد بينا، وقد كان من المشهورين بقراءة القرآن وكثرة درسِه، والقيام به في آناء الليل والنهار.
وإكثاره من ذلك وبلوغ الغاية القصوى منه، هذا مع سِنِّهِ وسابقته وتقدُّمِ
إسلامه، وعِظَمِ محله من الدين والمسلمين.
وقد روى الناس أن عثمانَ رضوانُ الله عليه لما دخلَ عليه المصريُّون
ليقتلوه ابتدروه ضربةَ بالسيف، فوقعت على يده فمدَّها وقال: "إنّها واللهِ
لأوَّلُ يَدِ خَطَّت المفصَّل ".
وقد روى الناسُ أنّ إحدى نساء عثمان إما نائلةُ بنتُ الغرافصة أو غيرها
قال: "لما هجموا عليه الدارَ ليقتلوه إن يقتلوه أو يتركوه فإنّه كان يُحيي الليلَ بجميع القرآن في ركعة"، وفي روايةِ أخرى: "فلطالما ختم القرآنَ في
ركعة".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute