وعدلَ عنه لم يكن بذلك مأثوماً ولا تاركا للفرض، وأن يُوجَبَ عليهم إذا
خاضوا في ذلك أن لا يخرجوا عن أقاويلِ السلف التي اتفقوا على أن الحقّ
في أحدِها، وغيرَ خارجٍ عنها إذا حصل لهم إجماع على ذلك متيقنٌ
معروف.
كذلك أيضًا فقد اختلفت الصحابةُ ومَن بعدَهم في آخرِ ما أُنزل من
القرآن، فرُويَ عن أُبيّ بن كعب أنه قال:"آخرُ آية أُنزلَت على رسولِ الله
- صلى الله عليه وسلم -: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ) ، وروى سعيا عن عليّ بن زيد عن يوسفَ بن مهران
عن ابنِ أُبى بن كعبِ عن أبيه قال: "آخرُ آيةٍ أُنزلت على رسولِ الله صلى الله عليه: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ) الآية َ.
وابنُ أُبيّ هذا إما أن يكون محمداً أو الطّفَيلَ، وهما المعروفان، وكلاهما مقبولُ الحديث.