السند هو سلسلة الرواة الذين روَرْا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والمتن هو الكلام المروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويبدأ السند من الرواي الذي سمع الرسول يتحدث بحديث في التبليغ عن الله، ثم الذي سمعه منه - من السامع الأول - ثم الذي سمعه من السامع الثاني وهكذا حتى المنتهى.
وقد تكون الرواية رؤية بصرية لفعل فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو سكوتاً منه عن فعل فعله صحابي أمام الرسول فلم ينهه عنه، فيكون ذلك السكوت دالاً على إباحة ذلك الفعل لفاعله ولغيره.
وهذه هي السنة بأقسامها الثلاثة:
* الأقوال الصادرة من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
* الأفعال الواقعة منه.
* التقريرات السكوتية عما قيل أو فُعل في حضرته عليه السلام، وعلماء الحديث لما نشطوا لجع الأحاديث والسنن، بعد رغبة الراشد عمر بن عبد العزيز في ذلك، وضعواً شروطاً حكيمة لمن تقبل رواياتهم. ولمن ترد رواياتهم، وبذلوا في هذا المجال جهوداً مضنية، وفحصوا أحوال الرواة فحصاً دقيقاً، تطمئن إليه النفس، ويستريح القلب كل هذا تم من خلال "علوم الجرح والتعديل" ومعنى الجرح الوقوف على "النقائص" التي تمنع من قبول رواية الرواة ومعنى التعديل الثناء على الرواة الذين تتوفر فيهم شروط قبول الرواية، وعلوم الجرح والتعديل، أو الذم والتزكية من أعم علوم الحديث، وأعلاها شأناً. وقد نتج عنها عمل قوائم للرواة، كما نتج عنها تقسيم الوراة "طبقات" بينها تفاوت في الدرجات، سواء في ذلك المجرَّحين والمعدَّلين، كما وُضِع المعدلون في درجات؛