هذه الشبهة يُعوَّل عليها منكرو السنة كثيراً في تحقيق أغراضهم ضد السنة، لهذا تراهم يبالغون في توظيفها للتهوين من منزلة السنة، وكونها - عندهم - دخيلة على الإسلام، وزيادة في الدين ما أذن الله بها؟!
فهم يقولون: لو كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرون للسنة أهمية في الدين، لعجلوا بجمعها وكتابتها كما صنعوا بالقرآن، ولكن الصحابة أهملوها طيلة حياتهم وماتوا ولم تدون السنة في عهدهم، وإنما تولى تدوينها التابعون بعد مائتى سنة من بدء التقويم الهجري بل إن تدوينها تم في القرن الثالث الهجري، عصر البخاري ومسلم وابن حنبل وغيرهم هكذا يقولون.
ويرتبون على هذا السؤال الآتي:
فهل لو كانت السنة ضرورة من ضروريات الدين كان الصحابة يهملونها هذات الإهمال، وهل كان النبي يهمل تدوينها وهو يعلم أنها مصدر ثان بعد القرآن من مصادر التشريع الإسلامي؟
هذا التساؤل ردده زنادقة العصر في الصحف والمجلات في النصف الأول من هذا العام: ١٩٩٩م رددوه بصيغ مختلفة، لكن المعنى والهدف واحد في جميعها، هو حمل المسلمين على الشك في السنة، والتهوين من شأنها قولاً وعملاً؟!
تفنيد هذه الشبهة ونقضها:
هذه الشبهة مهما غالى المعاندون في دلالتها على مراهم منها، فإنها اشبه ما تكون بسحابة صيف في سماء صافية، سرعان ما تنقشع.