الشبهة الحادية عشرة نُدْرة الصحيح في محفوظ البخاري
كنا، ونحن صغار في الريف المصري، نسمع كبارنا يرددون مثلاً أو حكمة، والحكّم والأمثال يودعها أصحابها خلاصات تجارب الحياة، ويرددنها في مناسباتها التي ينكرر وقوعها في الحياة.
ومن الأمثال التي تعيها الذاكرة الآن، مثل يقول:
"الغريق يتعلق بالقشة" والقشة جزء صغير من حطام النبات، وهي تمثل منتهى الضعف، ولذلك كان العرب يصفون الأمر الهين الذي يكون سبباً في هلاك صاحبه بالقشة، ويقول:"القشة التي قضمت ظهر البعير" اي تسببت في تحطيم كائن عظيم، المرموز له بـ "البعير" في القوة والضخامة.
ومنكرو السنة في تصيدهم الشبهات لإنكارها، ذكَّرونا بالمثل الأول:
"الغريق يتعلق بالقشة" والقشة لا تنقذ الغريق من الغرق، بل سيجذبها معه الغريق إلى قاع البحلا، والمراد من هذا المثل عند مردديه، أن الغريق لما فقد كل وسيله لإنقاذه، ولم يبصر إلاَّ قشة حمله اليأس على التمسك بها. ولعل، وعسى. كذلك منكرو السنة تراهم يتهافتون وراء اقتناص الشبهات لإنكار السنة، مهما كانت تافهة، ضعيفة ولسان حالهم يقول: لعلَّ، وعسى.
والشبهة التب نحن بصدد تفنيدها ونقضها - الآن - أوضح شاهد على تهافت منكري السنة، وهي كما قد رأيت:
"ندرة الصحيح في محفوظ البخاري" يعني أنهم نظروا في مقدمته التي سدَّر بها صحيحه، وما نُقل عنه من أنه كان يحفظ ستمائة ألف حديث، ومع ذلك لم يدوَّن منها في صحيحه إلا أربعة آلاف حديث مع حذف المكرر، وحوالي سبعة آلاف حديث مكرر.