من الأمور القادحة في صدق السنة وصحتها عند منكريها المعاصرين، ما فيها من أحاديث تتحدث عن الأمور الغيبية وهذا - عندهم - لا يصح، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - بشر والبشر لا يعلمون الغيب؟
إن علم ما في الغيب مقصور على الله وحده، وإن القرآن أمر النبي أن يعلن للناس أنه لا يعلم الغيب، إذن فوجود أحاديث في صحاح كتب السنة، كالبخاري ومسلم، تتحدث عن أمرو فيبية، كأحاديث نعيم القبر وعذابه، وأهوال القيامة وصفة الجنة والنتار، وما حدث به النبي في حياته عن أمور ستحدث بعده في الحياة الدنيا، أو ما حدث عن أمور وقعت في مكان غير المكان الذي هو فيه، كمقتل أحد زعماء الفرس، وما جرى على هذا المنوال كل هذه علامات على أن السنة المرويةُ في الكتب الآن، لا تصح نسبتها إلى الرسول، وإن استوفت شروط الصحة التي تواطأ عليها علماء الحديث؟!
ويتساءلون: كيف علم النبي أن القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار؟
وكيف علم أن صاحبى القبرين اللذين مر عليهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، وأن أحدهما كان لا يستبرئ من بوله، والآخر كان يمشي بالنميمة، بين الناس.
وكيف لعم أن الله يصلح بين بعض عباده يوم القيامة، ويقول لمن اصلح بينهما:"خذ بيد أخيك وادخلا الجنة"؟!
وعلى اي أساس بشَّر عشرة من اصحابة بالجنة، حتى صارت هذه البشارة عنواناً عليهم "العشرة المبشرون بالجنة"؟!